القائمة الرئيسية
EN
في اليوم العالمي للطفل، آلاف الأطفال الفلسطينيين/ات ضحايا للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
20، نوفمبر 2023

تطالب مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية، المجتمع الدولي، باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية وإنقاذ الأطفال الفلسطينيين/ات الذين يتعرضون لعمليات قتل جماعي وفظائع إنسانية ويواجهون خطر الموت جوعًا وعطشًا في قطاع غزة، في الوقت الذي يحيي فيه العالم اليوم الاثنين الموافق 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، اليوم العالمي للطفل، الذي كرسته الأسرة البشرية الدولية باعتباره يوماً لتكريس وتعزيز احترام وحماية حقوق الطفل على النطاق العالمي، وفقاً لمبادئ الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل الصادرة في العام 1989. 

 

وتتزامن هذه المناسبة مع دخول العدوان الواسع الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على سكان قطاع غزة يومه الـ 45 على التوالي، وسط عمليات قصف عبر الجو والبحر والبر، غير مسبوقة من حيث تدمير أحياء سكنية بالكامل على رؤوس قاطنيها، وتوغل بري يرتكز على التدمير الشامل، وتهجير أكثر من 60 % من السكان، مع حصار خانق وصل لقطع إمدادات الطعام والشراء والدواء والكهرباء لأسابيع متتالية.

 

وأسفر العدوان الإسرائيلي حتى الآن عن استشهاد أكثر من 13 ألف فلسطيني/ة، منهم 5,500 طفل/ة، فيما لا يزال نحو 3 آلاف طفل/ة مفقودين/ات تحت أنقاض المنازل، وفق الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية حتى مساء 19/11/2023.

 

كما أسفر العدوان عن إصابة أكثر من 30 ألف فلسطيني/ة بجروح مختلفة، منهم عدة آلاف من الأطفال بما في ذلك أطفال رضع، وتعرض العديد منهم لحروق بالغة وعمليات بتر في الأطراف، وخضع العشرات منهم لعمليات جراحية دون التخدير والعلاجات المناسبة بسبب الظروف القاسية وشح الأدوية التي تعمل بها الطواقم الطبية ونفاد العديد من المواد الطبية.

 

ووفق المعلومات الميدانية التي جمعتها مؤسساتنا الثلاثة، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، فقد تسبب العدوان المستمر والذي تقترف خلاله قوات الاحتلال انتهاكات جسمية منها جريمة الإبادة بحق الفلسطينيين/ات في قطاع غزة، خاصة في ظل التصريحات الاسرائيلية منذ بدء العدوان والمعاناة الشديدة التي خلفها العدوان والعقاب الجماعي على غزة، مما تسبب أيضا في خلق واقع كارثي غير مسبوق وخلف معاناة قاسية للأطفال الفلسطينيين/ات، والتي ستبقى وصمة عار على جبين المجتمع الدولي العاجز عن وقف الانتهاكات.

 

ويواجه مئات آلاف الأطفال الذين هجروا قسرًا واضطروا للنزوح لمراكز الإيواء سواء من محافظة شمال غزة أو مدينة غزة إلى جنوب القطاع، أو من المناطق الشرقية إلى وسطه وغربه أوضاعًا بالغة السوء، حيث باتوا بلا مأوى ولا طعام ولا شراب، ويكافح أهاليهم لساعات من أجل الحصول على لقمة عيش وشربة ماء لهم، مع مساعدات محدودة لا تغطي 5% من الاحتياجات اليومية.

 

كما أن الآلاف من الأطفال في مراكز الإيواء يعانون من البرد الشديد مع عدم توفر ملابس وأغطية مناسبة خاصة مع تساقط الأمطار والأجواء الباردة وبدء هطول الأمطار في قطاع غزة.

 

وبات هؤلاء الأطفال وأهاليهم (1.5 مليون نازح/ة منهم 900 ألف بمراكز إيواء تديرها الأونروا) عرضة للأمراض والأوبئة، نتيجة الازدحام والتكدس واضطرارهم لشرب مياه غير صالحة، مع غياب الرعاية والمرافق الصحية الأساسية واللازمة.

 

كما أن آلاف الأطفال لم يتلقوا تطعيماتهم المنتظمة نتيجة حالات النزوح وخروج 27 مستشفى و57 مركزًا صحيا عن الخدمة نتيجة القصف ونفاد الوقود.

 

وتضطر آلاف النساء الحوامل للوضع في المنازل وفي ظروف صحية غير ملائمة، بما يشكل تهديدًا جديًّا على حياتهن وعلى حياة أطفالهم حديثي الولادة.

 

يشار إلى أن قطاع غزة يعتبر من أعلى نسب الكثافة السكانية في العالم، حيث تبلغ مساحته 365 كم2، ويقطنه 2.3 مليون نسمة، 47 % منهم من الأطفال، وهم يتكدسون في مدن ومخيمات القطاع التي تكتظ بآلاف المنازل السكنية. في حين أجبرت قوات الاحتلال مئات الآلاف من أهالي غزة على النزوح القسري من شمال غزة ومدينة غزة إلى جنوب وادي غزة، ما تسبب بتكدس سكاني غير مسبوق مع انعدام للخدمات والموارد.

 

ومع ارتفاع هجمات الإحتلال الإسرائيلية في قطاع غزة، وعمليات القتل الجماعي، بات الحديث عن الصحة النفسية ترفا، إذ يعاني جميع السكان خاصة الأطفال من حالة غير مسبوقة من الصدمات والذهول والخوف الشديد والترهيب الناجم عن الهجمات الحربية العشوائية والتي استباحت كل شيء ولم يعد معها أي مكان آمن في القطاع، بما في ذلك مراكز الإيواء التي ترفع علم الأمم المتحدة، والتي تعرضت لقصف مدمر على رؤوس النازحين/ات، وكان من أحدث الجرائم قصف مدرسة الفاخورة ما أدى إلى استشهاد واصابة المئات منهم عشرات الأطفال، قبل يومين.

 

وخلال أزمة حصار واقتحام مجمع الشفاء الطبي توفي 6 من الأطفال الخدج الذين اضطرت الطواقم الطبية لرفعهم من الحضانات الخاصة بهم والتعامل اليدوي معهم، ولا يزال الخطر يواجه البقية وهم 31 طفلاً نقلوا أمس في ظروف قاسية عبر تنسيق مع الصحة العالمية إلى مستشفى في رفح تمهيدًا لتحويلهم لاستكمال علاجهم في الخارج.

 

وتابعت طواقمنا خلال الأسابيع الماضية من خلال جولات في المشافي أو المنازل ومراكز الإيواء المستهدفة التي أمكن الوصول إليها، أو عبر متابعة المشاهد التي وثقتها كاميرات الصحفيين/ات مشاهد مروعة لأطفال فقدوا كل ذويهم في الغارات الإسرائيلية وبقوا وحدهم، وأطفال ظهروا وهم يرتجفون ويصرخون من الخوف والألم، وآخرون انتشلوا من تحت الأنقاض وهم في حالة صدمة قاسية، وغيرهم بترت أطرافهم الأربعة.

 

ومنذ بدء العدوان والدراسة معطلة بالكامل، وطال القصف عشرات المدارس، منها 65 أخرجت بالكامل عن الخدمة و262 لحقت بها أضرار متفاوتة، ويعني ذلك أن مئات الآلاف من الطلبة سيتم حرمانهم من حقهم في التعليم لفترات طويلة. فيما استشهد 3 آلاف طالب من الأطفال وفق وزارة التربية والتعليم، في الغارات الإسرائيلية.


تدعو مؤسساتنا المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف إطلاق النار، والعدوان الإسرائيلي، وتوفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات وإخلاء الجرحى خاصة الأطفال الذين هم بحاجة لإنقاذ وتدخل طبي عاجل.

 

ونؤكد أن هذا التحرك يجب أن يكون مصحوباً بدخول الوقود والمساعدات الإنسانية، بما في ذلك المياه والغذاء والإمدادات الطبية، دون أي معيقات، ليتم توزيعها في جميع أنحاء قطاع غزة للتخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية المستمرة الناجمة عن سياسات العقاب الجماعي الإسرائيلية ضد السكان المدنيين/ات في غزة.

 

كذلك يتعين على الدول الأطراف الثالثة الضغط على إسرائيل للسماح بالنقل الفوري وغير المشروط للمرضى من غزة لتلقي العلاج الطبي خارج القطاع، بما في ذلك العلاج المنقذ للحياة، لا سميا أن سلطات الاحتلال منعت نقل الجرحى من شمال غزة ومدينة غزة بعد فصلهما عن وسط القطاع.

 

وندعو الأمين العام للأمم المتحدة، وممثله الخاص المعني بالأطفال والنزاع المسلح إلى القيام بكافة التدابير الضرورية اللازمة من أجل وقف العدوان الحربي الإسرائيلي على أطفال قطاع غزة فوراً، وضمان عدم تكرارها، والتحقيق في كافة تلك الجرائم التي ارتكبت بحق الأطفال منذ بدء العدوان.