القائمة الرئيسية
EN
إسرائيل تفرض عقوباتٍ جماعيةً: اعتقالات بأعداد كبيرة تشمل أفراد عائلات الأسرى منتزعي الحرية المعاد اعتقالهم في جنين، وإطلاق النار على طفل في المدرسة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. 
22، سبتمبر 2021

(الفترة الزمنية التي يغطيها التقرير: من السابع إلى الثالث عشر من سبتمبر /أيلول 2021)

معلومات أساسية

في السادس من سبتمبر/أيلول 2021، انتزع ستة أسرى فلسطينيين حريتهم بعد أن تمكنوا من الهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي  الواقع خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة. الأسرى جميعهم من مدينة جنين في الضفة الغربية، ما أسفر عن موجات من العقوبات الجماعية التي مارستها السلطات الإسرائيلية بحق سكان المدينة والتجمعات السكنية المجاورة لها. الأسرى الستة منتزعو الحرية هم: أيهم كممجي ومناضل انفيعات ومحمود العارضة ويعقوب قادري وزكريا زبيدي ومحمد العارضة. خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، وثّقت "الحق" عدداً من العقوبات الجماعية اللاقانونية بما فيها الاعتقال التعسفي لأفراد من عائلات الأسرى الستة، وقمع أي تجمعات فلسطينية إضافة إلى فرض قيود مشددة على الحركة والتنقل. وثّقت المؤسسة اعتقال العشرات من الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية، بما فيها 19 اعتقالاً في مدينة جنين. كما وثقت إعادة اعتقال أربعة أسرى من أصل ستة وهم محمود العارضة ويعقوب قادري في الناصرة، وزكريا زبيدي ومحمد العارضة بالقرب من بلدة عين شبلي في الجليل الأدنى. أما بالنسبة للأسيرين المتبقيين، أيهم كممجي ومناضل انفيعات، فقد أعيد اعتقالهم يوم الأحد 19 سبتمبر/أيلول 2021. 

  1. المداهمات والاعتقالات العسكرية

في السابع من سبتمبر/أيلول 2021، حوالي الساعة 5:30 صباحاً، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدتي عرابة ويعبد في محافظة جنين لمدة ساعتين، وفتشت بيوت أقارب الأسيرين منتزعي الحرية محمود العارضة ومحمد العارضة. وخلال المداهمات العسكرية، اعتقلت قوات الاحتلال يعقوب انفيعات وردّاد العارضة وشدّاد العارضة وأحمد العارضة وبسام العارضة ونضال العارضة، وجميعهم من سكان بلدة عرّابة. 

في حوالي الساعة العاشرة من صباح اليوم نفسه، دعا جهاز المخابرات الفلسطينية المواطنة مجد أحمد إبراهيم الوشحة للمقابلة إلى جانب زوجها تايه يسر الوشحة، وأطلق سراحهما لاحقاً. 

في أعقاب ذلك، وصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مدرسة ثانوية شمالي غرب بلدة عرابة، فألقى عليهم الطلاب الحجارة لإبعادهم. ثم أطلقت عليهم قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المغلف بالمطاط. نتيجة لذلك، أصيب الطفل محمد عابد، 15 عاماً، برصاصة مغلفة بالمطاط أطلقها جندي إسرائيلي وأصابت جبهة رأسه، وعلى إثرها نقل إلى المشفى. كما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز على مقربة كبيرة من المدرسة، ما أدى إلى دخول هذا الغاز إلى الغرف الصفية ومرافق المدرسة، الذي بدوره سبب اختناقاً لما يقارب 40-50 طالباً مدرسياً، إلى جانب عدد من المدرسين/المدرسات. 

في اليوم التالي، الثامن من سبتمبر/أيلول 2021، في حوالي الساعة السادسة مساءً، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المواطن عز الدين مرزوق بينما كان يعبر الحاجز العسكري الطيّار المقام على مدخل بلدة عرابة جنوبي جنين، كان في طريقه لزيارة أقاربه من عائلة العارضة، الذين يعيشون في البيت الذي يعيش فيه عدد من الأسرى منتزعي الحرية. وفي حوالي الساعة 11 من صباح اليوم نفسه، اعتقل جهاز المخابرات الفلسطيني المواطن حمزة القروي في مدينة طولكرم بينما كان في الشارع الرئيسي، ونقل في اليوم الذي تلا ذلك للتحقيق معه في مدينة أريحا. 

في التاسع من سبتمبر/أيلول 2021، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدداً من البيوت في بلدتي عرابة وبير الباشا جنوبي مدينة جنين، بحثاً عن الأسرى منتزعي الحرية. وخلال ذلك، اعتقلت كل من بسمة العارضة ورائد العارضة من عرابة، ويوسف قادري ورأفت غوادرة من بير الباشا، لكنها أطلقت سراحهم جميعاً في اليوم التالي بعد التحقيق معهم. 

في القدس، في التاسع من سبتمبر/أيلول 2021، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابين هما موسى العباسي وأسيد الزير من منزلهما في سلوان جنوبي البلدة القديمة في القدس. وفي حوالي الساعة الثامنة مساءً، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وقفة تضامنية مع الأسرى بالقرب من باب العامود (المدخل الشمالي للبلدة القديمة)، واعتدت على النشطاء المتضامنين بالضرب وهددتهم بالكلاب المسعورة لتخويفهم. 

في العاشر من سبتمبر/أيلول 2021، في حوالي الساعة الرابعة صباحاً، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدداً من المنازل في بلدة يعبد جنوبي جنين، واعتقلت خلالها كل من أحمد بجوي وأمجد جابر حمارشة وأسعد عصام قنيري، وأطلقت سراحهم جميعاً في اليوم التالي بعد التحقيق معهم. في تلك الأثناء. في حوالي الساعة التاسعة مساءً، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي إعادة اعتقال كل من محمود العارضة ويعقوب قادري في مدينة الناصرة داخل الخط الأخضر، وهما اثنان من الأسرى الذين تمكنوا من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع في السادس من سبتمبر/أيلول. 

وفي الليلة التي تلت ذلك، في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداهمات عسكرية في الطيبة ويعبد والعرقة والزبدة غربي جنين، إذ داهمت عدداً من المنازل في محاولة منها للبحث عن  الأسرى منتزعي الحرية. وفي فجر الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، أعلنت السلطات الإسرائيلية إعادة اعتقال كل من زكريا زبيدي ومحمد العارضة بالقرب من بلدة عين شبلي في الجليل الأدنى داخل الخط الأخضر ، وهما اثنان من الأسرى الذين تمكنوا من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع في السادس من سبتمبر/أيلول. 

في مساء الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، في حوالي الساعة العاشرة مساءً، نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداهمات عسكرية لعدد من المنازل في الطيبة ويعبد والعرقة والزبدة غربي جنين، حيث أجرت عمليات تفتيش في هذه المنازل، بالإضافة إلى تمشيط الأراضي الزراعية والغابات الطبيعية المنتشرة في تلك المناطق للبحث عن  الأسرى منتزعي الحرية. 

في الثالث عشر من سبتمبر/أيلول 2021، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي كل من عماد فؤاد كممجي وقصير ناصر كممجي بعد مداهمة منزليهما وتفتيشهما في كفر دان واليامون على الترتيب، وهما من أقرباء الأسير أيهم كممجي المنتزع لحريته. كما صادر جنود الاحتلال الهاتف النقال لعماد. وفي حوالي الساعة السادسة والنصف صباحاً من اليوم نفسه، حاصرت قوات الاحتلال منزل مناضل انفيعات، أسير آخر من الذين انتزعوا حريتهم، بالإضافة إلى المنازل المجاورة له وقامت بتفتيشها، في بلدة يعبد، جنوبي جنين، ثم انسحبت من المنطقة في حوالي الساعة الثامنة صباحاً. 

  1. فرض قيود مشددة على الحركة والتنقل

في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، في حوالي الساعة الثانية صباحاً، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتجريف عدد من الأراضي الزراعية بالقرب من جدار الضم اللاقانوني بالقرب من قرية عانين غربي مدينة جنين. هدفت إسرائيل من هذه العملية إلى منع عبور الفلسطينيين من الخط الأخضر في الاتجاهين، سعياً منهم للبحث عن الأسرى منتزعي الحرية. وفي اليوم نفسه، عززت قوات الاحتلال من وجودها في محيط مدينتي جنين وطولكرم، مما منع مئات الفلسطينين من الوصول إلى أماكن عملهم داخل الخط الأخضر. 

  1. منع التجمعات 

في الثامن من سبتمبر/أيلول 2021، وفي حوالي الساعة الثامنة مساءً، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وقفة تضامنية مع الأسرى بالقرب من باب العامود (المدخل الشمالي للبلدة القديمة)، حيث استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المغلف بالمطاط بالإضافة إلى الاعتداء عليهم بالضرب والدفع، ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص، بينهم اثنين أصيبوا بالرصاص المطاطي وآخر  أصيب بقنبلة صوت أما الأخير فتعرض للضرب وتم نقله إلى المشفى لمعالجته. أما بالنسبة للإصابات الثلاث الأخرى فقد تم معالجتها ميدانياً. 

في التاسع من سبتمبر/أيلول، في حوالي الساعة التاسعة مساءً، انطلقت مسيرة تضامنية من منطقة باب زقاق في قلب مدينة بيت لحم، حيث يوجد حاجز 300، دعماً للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد أن اعتدت عليهم قوات الاحتلال بعد قيام الأسرى الستة بانتزاع حريتهم من سجن جلبوع شمالي فلسطين. إذ وقعت مواجهات بين قوات الاحتلال والمشاركين في المسيرة، حيث استخدمت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع في حين ردّ المشاركون بإلقاء الحجارة عليهم. ولم يتم تسجيل أية إصابات. 

في التاسع من سبتمبر/أيلول، ورداً على الاحتجاجات الفلسطينية المندّدة بإغلاق حاجز الجلمة بحثاً عن الأسرى الستة، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المغلف بالمطاط، ما أسفر عن وقوع عدد من حالات الاختناق وإصابة واحدة بالرصاص المطاطي. وقد تكررت هذه الأحداث في الليلة التي تلتها. 

  1. تحليل قانوني

تنص المادة (50) من نظام لاهاي لعام 1907 على حظر فرض عقوبات على السكان: "لا ينبغي إصدار أية عقوبة جماعية, مالية أو غيرها, ضد السكان بسبب أعمال ارتكبها أفراد لا يمكن أن يكون هؤلاء السكان مسئولين بصفة جماعية". كما أن المادة (33) من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 تعيد التأكيد على هذا الحظر ، التي جاء فيها أنه لا يجوز معاقبة أي شخص محمي عن مخالفة لم يقترفها هو شخصياً. وفي هذا الصدد، فإن الاعتقالات الجماعية، والقيود المفروضة على التنقل، ومنع التجمعات، والتدابير الترويعية ضد عامة السكان بسبب أفعال الآخرين، ترقى جميعها لعقوبات جماعية. 

كما قد تصل هذه الأفعال حد الاضطهاد ضد السكان المحميين خاصة عندما ترتكب كجزء من هجوم واسع النطاق ومنظم ضد السكان المدنيين. ومع الأخذ بعين الاعتبار الاعتقالات الكبيرة إلى جانب النطاق الجغرافي لها والممتد من جنين إلى القدس، فإن ذلك قد يدخل في نطاق الجرائم ضد الإنسانية. من الجدير بالذكر هنا أن المادة 7 (1) (ح)  تجرّم الاضطهاد باعتباره جريمة ضد الإنسانية في المحكمة الجنائية الدولية. وعلاوة على ذلك، فإن الاعتقال التعسفي والاحتجاز غير القانوني بحق الفلسطينيين باعتبارهم جماعة عرقية يرقى لفعل لاإنساني ناجم عن الفصل العنصري ويعتبر جريمة ضد الإنسان، وهو ما تحظره الاتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها.  

بناء على كل ما تقدّم، تهيب مؤسسة الحق بالمجتمع الدولي للتدخل لضمان المعاملة الإنسانية للأسرى الفلسطينيين جميعاً، كما تدعو الدول الثالثة إلى العمل بشكل جماعي لوضع حدّ لنظام الفصل العنصري غير القانوني الذي تمارسه إسرائيل ونظام الاحتجاز  والاعتقال واسع النطاق بحق الفلسطينيين، لفصلهم وشرذمتهم، وذلك لتعزيز مساعيها المستمرة لحرمان الفلسطينيين من حقهم في تقرير مصيرهم جميعاً.