القائمة الرئيسية
EN
"الحق" تطالب بإجراء تحقيق فعّال في ظروف مقتل المواطن إياد المدهون ومحاسبة المتورطين
03، ديسمبر 2013

Al-haq-banner-2013تتابع مؤسسة الحق بقلق بالغ ظروف وملابسات الجريمة البشعة التي أدت إلى مقتل المواطن إياد عبد الكريم حسن المدهون، البالغ من العمر واحد وأربعين عاماً، وهو من سكان مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقد حصلت "الحق" خلال تقصي الحقائق الأولي للقضية على إفادة خطية موثقة من شقيق المغدور؛ وفيما يلي نص الإفادة التي أدلى بها: " إنه وعند حوالي الساعة 21:00 من مساء يوم السبت الموافق 30/11/2013، حضر إلى منزلنا الكائن في منطقة سوق الخضرة بمشروع بيت لاهيا في محافظة شمال غزة أربعة أشخاص ملثمين، كانوا يحملون بأيدهم أسلحة كلاشنكوف ومسدسات، ويرتدون زي الشرطة الأزرق المموه بالأبيض، وقد عرّفوا عن أنفسهم بأنهم من جهاز الشرطة، ثم سألوا عن أخي إياد البالغ من العمر (41 عاماً) وقالوا بأنهم يريدون التحدث معه في أمر هام. وفي تلك الأثناء قالت زوجة أخي إياد لهم بأن إياد ليس موجوداً في المنزل وسألتهم عن سبب السؤال عنه فغادروا المكان. وبعد نحو نصف ساعة، عاد نفس الأشخاص الأربعة الى المنزل وقالوا بأنهم من جهاز الشرطة وسألوا عن أخي إياد ثم قالوا بأنهم يحملون مذكرة إحضار بحقه بدون أن يبرزوا أية أوراق وبدون الافصاح عن سبب السؤال عن إياد، فقالت لهم زوجة أخي إياد بأنه ما زال خارج المنزل فغادروا المكان. وبعد نحو نصف ساعة، عاد أخي إياد الى المنزل وطلب من زوجته إعداد العشاء، وفجأة اقتحم المنزل نفس الأشخاص الأربعة الملثمين ودفعوا زوجة أخي إياد إلى الجدران تحت تهديد السلاح ثم انتشروا داخل المنزل بحثاً عن إياد واختطفوه وخرجوا به من المنزل وغادروا المكان بواسطة سيارة وسط الظلام. ومع حوالي الساعة 2:20 من فجر يوم الأحد الموافق 1/12/2013 وردنا اتصال هاتفي .. من مستشفى كمال عدوان وأبلغنا بأن شبان مسلحين ألقوا بأخي إياد على باب المستشفى وغادروا المكان بسرعة. وعلى الفور ذهبت أنا وإخوتي الى مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، وعند وصولنا شاهدت أخي إياد داخل قسم الاستقبال في المستشفى، حيث رأيت جسمه مغموراً بالمياه والتراب والدماء، ورأيت جرحاً عميقاً في مقدمة رأسه وآثار حروق على أنحاء متفرقة من الجزء العلوي من جسمه وأسنانه مكسّرة بالكامل، وقد أبلغنا الأطباء بأنه وصل الى المستشفى متوفى. وفي صباح ذات اليوم الموافق الأحد 1/12/2013 أمرت إدارة المستشفى بنقل أخي إياد إلى مستشفى الشفاء بغزة وأبلغت الشرطة بذلك، وفعلاً نُقل أخي إياد بواسطة سيارة إسعاف إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة بغرض إجراء التشريح للجثة ومعرفة أسباب الوفاة، ونحن بدورنا أبلغنا الشرطة والتي وعدت بدورها بفتح تحقيق بالحادث وما زلنا بانتظار نتائج التشريح وتحقيقات الشرطة. وقد استلمنا جثمان أخي أياد وصلينا عليه ثم دفناه في مقبرة بيت لاهيا. وأُشير إلى أن أخي إياد كان يعمل خياطاً، ثم أصبح عاطلاً عن العمل بعد ذلك، وهو متزوج من سيدتين وأب لثمانية أطفال".

هذا وقد تابعت مؤسسة الحق من خلال باحثها الميداني في غزة ظروف وملابسات مقتل المواطن إياد المدهون، وبحسب تصريحات الناطق باسم الشرطة في قطاع غزة السيد أيوب أبو شعر فقد أفاد بأن جهاز الشرطة قد فتح تحقيقاً بالحادث فور استلامه الشكوى من عائلة المدهون ووصول جثة المغدور إلى مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا. وبحسب تصريحات النائب العام بغزة المستشار إسماعيل جبر فقد أفاد بدوره بأنه يتابع ظروف وملابسات القضية مع نيابة شمال غزة في انتظار استكمال التحقيقات في ظروفها وملابساتها.

وبحسب تصريح وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة في 2/12/2013 فقد أفادت بأنه منذ وقوع حادثة مقتل المواطن إياد عبد الكريم المدهون شمال قطاع غزة، تتابع الأجهزة الأمنية كافة خيوط الجريمة وتجري تحقيقات مكثفة للوصول للجناة، ولن تدخر جهداً في كشف الحقيقة، ولن تسمح لأحد أن يأخذ القانون بيده، وستضرب بيد من حديد كل من يحاول أن يمس الحالة الأمنية بغزة.

وعليه، وبالنظر إلى ظروف وملابسات جريمة القتل البشعة التي أودت بحياة المواطن إياد المدهون وتقصي الحقائق الأولي الذي أجرته مؤسسة الحق في تلك القضية، فإن "الحق" تطالب النيابة العامة بغزة بإجراء تحقيق جدي وفعّال للوقوف على ظروف مقتل المواطن إياد المدهون، وملابسات ارتداء زي الشرطة أو شبيه به ودخول منزل المغدور عدة مرات بتلك الصفة، وصولاً إلى كشف الجهة التي قامت بارتكاب تلك الجريمة البشعة، ونشر نتائج التحقيق على الملأ، ومحاسبة كل مَن يثبت تورطه في تلك الجريمة النكراء وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع. كما وتطالب مؤسسة الحق الحكومة القائمة في قطاع غزة وأجهزتها الأمنية بالعمل الجاد والفعّال على ضمان حماية الحقوق والحريات العامة والكرامة الإنسانية ومحاسبة كل مَن يتجاوز الأصول القانونية وفقاً لأحكام القانون.


- انتهى-