القائمة الرئيسية
EN
الاحتلال يكثف قصف المنازل على رؤوس ساكنيها في رفح مع استمرار التهديد بالهجوم البري
29، أبريل 2024

مع استمرار التهديد الإسرائيلي بشن هجوم بري عسكري واسع على رفح، جنوب قطاع غزة، كثّفت قوات الاحتلال من غاراتها الجوية على المدينة المكتظة بمئات آلاف النازحين والنازحات، بما فيها قصف منازل على رؤوس ساكنيها دون إنذار مسبق، حيث قتلت 40 من السكان، منهم 13 طفلا و12 سيدة، خلال أقل من 72 ساعة.

ويأتي تكثيف الغارات الإسرائيلية على المنازل السكنية بالتزامن مع اشتداد وتيرة القصف المدفعي الذي يستهدف المنطقة الشرقية من رفح فيما يبدو جزء من عملية الترهيب بالقتل والتدمير العشوائي ضد المدنيين والمدنيات، لدفعهم على النزوح القسري مجددًا من المدينة التي تؤوي ما لا يقل عن 1.3 مليون نازح/ة ومقيم/ة.

ووفق متابعة باحثينا، فإن أبرز الهجمات العسكرية على رفح كانت على النحو الآتي:

في حوالي الساعة 00:36 بعد منتصف ليل يوم الاثنين 29 أبريل/نيسان 2024، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة أبو طه في حي السلام في مدينة رفح فوق رؤوس ساكنيه دون سابق إنذار. أسفر القصف عن استشهاد 10 من سكانه، بينهم 3 أطفال و3 نساء، وإصابة آخرين بجروح مختلفة.

وبعد أقل من 15 دقيقة، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الخواجة في مخيم الشابورة في مدينة رفح فوق رؤوس ساكنيه دون سابق إنذار. أسفر القصف عن استشهاد 9 من سكانه، بينهم 4 نساء وطفلان أحدهما رضيع لم يتجاوز عمره 5 أيام، وغالبية الضحايا نازحين من غزة ودير البلح. كما أصيب آخرون بجروح مختلفة.

في حوالي الساعة 22:59 مساء الأحد 28 أبريل/نيسان 2024، قصفت طائرات الاحتلال منزل المواطن معروف علي الخطيب في حي الجنينة في مدينة رفح فوق رؤوس ساكنيه دون سابق إنذار. أسفر القصف عن استشهاد 3 من أبنائه، وهم: عائشة، 12 عامًا، وندى، 19 عامًا، وأحمد، 23 عامًا.

في حوالي الساعة 16:30 مساء السبت 27 أبريل/نيسان 2024، قصفت طائرات الاحتلال منزل المواطن هاني ديب عاشور في بلدة النصر شمال مدينة رفح فوق رؤوس ساكنيه دون سابق إنذار، مما أدى إلى استشهاد 10 من سكانه بينهم 3 نساء و3 أطفال، وهم زوجته تغريد و8 من أبنائهما وطفل من أقاربهم، فضلا عن إصابة آخرين بجروح.

وفي حوالي الساعة 1:05 فجر اليوم نفسه، قصفت طائرات الاحتلال منزلا تستأجره عائلة الحاج يوسف في الحي السعودي غرب مدينة رفح فوق رؤوس ساكنيه دون سابق إنذار. أسفر القصف عن استشهاد 6 من سكانه، بينهم 4 أطفال وامرأة، وهم: حمدي الحاج يوسف وزوجته وأطفالهما الثلاثة ورضيعة نازحة مع عائلتها من جباليا في منزل مجاور. كما أصيب آخرون بجروح مختلفة.

في حوالي الساعة 21:19 الجمعة 26 أبريل/نيسان 2024، قصفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة الغلبان في بلدة الشوكة جنوب شرق مدينة رفح. أسفر القصف عن تدمير المنزل بالكامل واستشهاد خالد عبد الرزاق خالد حميد، 43 عاما، وهو من الأشخاص ذوي الإعاقة (أبكم)، داخل منزله المجاور للمنزل المستهدف. كما أصيب مدني آخر بجروح متوسطة. علمًا أنه سبق القصف اتصال من قوات الاحتلال على أحد الجيران لإخلاء المنازل القريبة من المنزل المستهدف.

في حوالي الساعة 7:10 صباح اليوم نفسه، أطلقت الزوارق البحرية الإسرائيلية نيران قذائفها ورشاشاتها الثقيلة تجاه قوارب الصيد الفلسطينية قبالة ميناء الصيادين غرب مدينة رفح. أسفر ذلك عن استشهاد الصياد محمد عبد السلام صبح الهسي، 39 عاماً، من سكان مدينة غزة، أثناء عمله في صيد السمك على متن قارب صيد صغير (حسكة مجداف).

ونتيجة للتهديدات الإسرائيلية المتكررة المتزامنة مع اشتداد وتيرة القصف، رصد باحثونا، حالات نزوح بعشرات الآلاف من مدينة رفح، إلى منطقة المواصي غرب المدينة وغرب خانيونس؛ الأمر الذي أدى إلى اكتظاظ هائل في هذه المنطقة محدودة المساحة (نحو 12 ألف دونم)، حيث لجأ النازحون إلى نصب خيام، أو عرائش من النايلون في الأراضي وعلى جوانب الطرقات وعلى ساحل البحر، دون مقومات حياة، ودون أن يتوفر في المنطقة الزراعية بنية تحتية ملائمة لاحتياجات مئات آلاف السكان.

كما يتواصل الهجوم العسكري الإسرائيلي في مختلف أرجاء قطاع غزة، بالاستمرار في القصف الجوي والمدفعي، على المنازل وتجمعات النازحين والنازحات. وارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم العسكري منذ أكتوبر/ تشرين أول الماضي، حتى صباح اليوم الإثنين 29 نيسان/إبريل الجاري، إلى 34,488 شهيدًا/ة، و77,643 إصابة وفق وزارة الصحة في غزة. وبين الشهداء، 14,873 طفلاً، ونحو 10 آلاف سيدة. ولا يزال يدور الحديث عن آلاف الجثامين شهداء تحت الأنقاض.

تؤكد مؤسساتنا، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، أن استمرار الاحتلال في ارتكاب هذه الجرائم المروعة هو نتيجة لسياسة الإفلات من العقاب التي تحظى بها إسرائيل في ظل الحصانة التي توفرها لها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية مع غياب آليات تنفيذية تلزمها بقواعد القانون الدولي الإنساني.

كما ونجدد تحذيرنا من مخاطر شن هجوم عسكري شامل على رفح، ونحذر بأن الاحتلال ربما يسعى من خلال عمليات الترويع والترهيب الناجمة عن قصف المنازل على رؤوس ساكنيها وقتل أعداد كبيرة من المدنيين والمدنيات، وتكثيف القصف المدفعي وشن غارات وهمية؛ لدفع السكان إلى النزوح مجددًا وهو أمر لوحظ في الأسابيع الأخيرة عندما تعالت التهديدات الإسرائيلي بشن هجوم على رفح.

وبناء عليه، تطالب مؤسساتنا المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والفوري لإجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي على الالتزام بقرارات محكمة العدل الدولية الملزمة بمنع ارتكاب إبادة جماعية تستهدف 2.3 مليون فلسطيني/ة في قطاع غزة، من خلال سياسة القتل الجماعي وإيقاع الأذى الجسدي والنفسي البليغ، والتدمير الشامل للمنازل والبنى التحتية ومقومات الحياة، والعقاب الجماعي المتمثل بالتجويع والتعطيش والحرمان من العلاج ودفعهم إلى النزوح بعيداً عن أماكن سكناهم في ظروف تفتقر لأبسط حقوق الانسان ومن ثم استهدافهم في مكان نزوحهم وقتلهم.

كما تحذر مؤسساتنا شركاء اسرائيل في جريمة الإبادة الجماعية، سواء بدعمهم العسكري والسياسي غير المحدود لدولة الاحتلال أو بصمتهم، وتطالبهم بالوفاء بالتزاماتهم القانونية قبل فوات الأوان، وتطالبهم باتخاذ خطوات عملية لحماية المدنيين والمدنيات الفلسطينيين ووقف القتل الجماعي ومنع استكمال جريمة الإبادة الجماعية المستمرة. تؤكد مؤسساتنا ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقت أي هجوم قادم على رفح والعمل على تأمين عودة السكان إلى مناطق سكناهم وتوفير مقومات الحياة الأساسية اللازمة لهم من خدمات مياه وفتح الطرق المغلقة وغيرها.