القائمة الرئيسية
EN
تقرير مؤسسة الحق الميداني حول انتهاكات شهر نيسان/أبريل لعام 2021
14، مايو 2021
pdf
تنزيل الملف

الانتهاكات الإسرائيلية

القتل

في يوم الثلاثاء الموافق 6/4/2021 استشهد أسامة محمّد منصور (46 عامًا) من بلدة بدّو الواقعة شمال غرب القدس. وفي ملابسات استشهاده، فقد أوقفت سلطات الاحتلال على حاجزٍ طيّارٍ[1] على مدخل بلدة بير نبالا مركبة يقودها الشهيد وبجانبه زوجته قبل أن يكملوا المسير. مباشرةً بعد تحرّك المركبة بدأ إطلاق النار الكثيف باتجاهها على الرغم من أنّها تجاوزت الجنود ولم تعد تشكّل خطرًا، وتظهر طبيعة الإطلاق الكثيف للنار أنّ جنود الاحتلال هدفوا إلى القتل. وأصيب الشهيد بالرأس مباشرةً إصابة بالغة استشهد لاحقًا بعد ساعاتٍ على إثرها، وأصيبت زوجته بشظايا في الظهر.

قتل حالات خاصّة

قُتل الفلسطيني علي عطا أبو الخير (47 عامًا) من مخيّم بلاطة للاجئين في حادثٍ وصف بعد التحقيق بأنه غير متعمّد مع مستوطنٍ إسرائيليٍّ بالقرب من مدينة أريحا في تاريخ 15/4/2021. فقد تعطّلت مركبة  وتوقف إلى جانب الشارع لمحاولة إصلاحها، إلّا أنّ مركبة مستوطن انحرفت عن الشارع واصطدمت بمركبته فأصابته إصابة بالغة توفي على إثرها قبل الوصول إلى المستشفى.

هدم المساكن

هدمت سلطات الاحتلال خلال شهر نيسان المنصرم مسكنين، واحد في جبل المكبّر داخل حدود بلدية القدس التابعة للاحتلال والآخر في بلدة زعترة في محافظة بيت لحم. كلا المسكنين مأهولين ما أدى إلى تهجير 13 فلسطينيًا/ة، منهم 9 أطفال، ومن المجمل 6 فتيات/نساء. أحد المساكن هدم ذاتيًا والآخر هدمته الإدارة المدنية بدعم جنود الاحتلال. وبلغت مساحة المسكنين المهدومين الإجمالية 290 مترًا مربعًا، تجاوزت تكلفت بنائهما نصف مليون شيكل. علمًا بأن أيًّا من المسكنين لم يسلما إخطارات بوقف البناء خلال مراحل البناء من سلطات الاحتلال.

هدم منشآت خاصة أخرى

هدمت سلطات الاحتلال 16 منشأة خاصة، تتوزع على المحافظات على النحو التالي: الخليل 7، والقدس 5، وجنين 2، وبيت لحم 1، وقلقيلية 1.

وتتوزع المنشآت الخاصة المهدومة وفقًا لاتفاقيات أوسلو على النحو التالي: مناطق "ج" 11، وداخل حدود بلدية القدس التابعة للاحتلال 5.

تضررت المقتنيات في اثنتين من المنشآت المهدومة بسبب عدم القدرة على إخلاء المحتويات قبل تنفيذ الهدم أو عدم منح سلطات الاحتلال فرصة كافية لإخلاء المحتويات. وكافة المنشآت المهدومة كانت تامة الإنشاء وقيد الاستخدام. و4 من العائلات المقيمة لم يمنحوا فرصة للاعتراض على قرارات الهدم على حد قولهم، في حين أنّ 7 لم يحصلوا على إخطار بالهدم بتاتًا. وفضلًا عن التأثير الاقتصادي والخسارة المادية العامة لمالكي المنشآت، إلا أن أيضًا 7 من المنشآت المهدومة تشكل مصدر رزقٍ رئيسي للعائلات ما يضاعف حجم الخسارة المادية والنفسية.

وتقدر تكاليف بناء المنشآت المهدومة فقط بحوالي 900 ألف شيكل، والتي تقدر مساحتها الإجمالية بحوالي 1370 متر مربع.

 

انتهاكات أخرى[2]

وثقت مؤسسة الحق ارتكاب سلطات الاحتلال عشرات الانتهاكات الأخرى خلال الشهر الماضي، استحوذت الانتهاكات من قبل المستوطنون على قسمٍ منها. إذ يستمر تقاسم الأدوار بين جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية من ناحية والمستوطنين من ناحيةٍ أخرى في الاعتداء على فلسطين والشعب الفلسطيني.

فقد تواصلت اعتداءات المستوطنين على البلدات الفلسطينية من خلال المداهمات والتخريب، وتواصلت محاولات الاستيلاء على أراضٍ فلسطينية، وسرقة ممتلكات خاصة، وحرق أشجار ومحاصيل زراعية، والضرب والتنكيل، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.

في حين أكملت سلطات الاحتلال مهامها الرسمية في حماية المستوطنين، واعتقال فلسطينيين، وملاحقة العمال والمزارعين ومنعهم من القيام بأعمالهم في المناطق المستهدفة، بالإضافة إلى استمرار مداهمات المنازل وتفتيشها، ومداهمة البلدات والمدن الفلسطينية، ومصادرة أموال وممتلكات خاصة، وشملت الاعتداءات تهديد واعتقال بعض المرشحين لانتخابات المجلس التشريعي وغيرها من أشكال الاعتداءات اليومية على الفلسطينيين.

 

اعتداءات السلطة الفلسطينية وسلطة الأمر الواقع في قطاع غزة[3]

انتهاكات أخرى

وثّقت مؤسسة الحق عددًا من انتهاكات الجهات الفلسطينية الرسمية في الضفة الغربية وقطاع غزة في  في مرحلة ما قبل إلغاء انتخابات المجلس التشريعي. وتركّز قسم من هذه الاعتداءات حول حرّية الترشح وعلى خلفية الانتخابات التشريعية.

إذ وثّقت مؤسسة الحق عددًا من الاعتداءات وإطلاق النار وتهديد قيّدت ضد مجهولين بحق عدد من مرشّحي القوائم المختلفة. ومنها على سبيل المثال لا الحصر، التهديدات التي وصلت قائمة الحراك العمّالي الموحّد، ويروي رئيس القائمة صهيب زاهدة ما حدث قائلًا في إفادته لمؤسسة الحقّ:

منذ 21 اذار  2021 وخلال العمل على تشكيل القائمة تلقى أحد الاشخاص الذي كنت اتواصل معه ليكون ضمن قائمتنا الانتخابية  رسالة على المسنجر من حساب باسم Tiger Tiger  يحذره من خوض الانتخابات ضمن قائمة معي لأن علي مماسك اخلاقية وأمنية وأن هناك أدلة على ذلك وان من سيقوم "بحرق" صهيب والقوائم الانتخابية هو جهاز المخابرات الفلسطينية. الصديق المذكور حول نسخة من المحادثة على المسنجر لي، وقمت بنشرها على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك الخاص بي. حسب الدردشة فان المدعو Tiger قال ان هناك 25 مقطع بالقضايا مُسجل ومُجهز. بتاريخ 11|4|2021 تلقى ممثل القائمة لدى لجنة الانتخابات المركزية موسى معلا رسالة على بريده الالكتروني من عنوان غير معروف مضمونها ان هناك تسجيلات تمس الشرف لي وللمرشح الثاني على قائمتنا، واختتمت الرسالة بعبارة "انصرف"  ان الرسائل المذكورة تستهدف الضغط علي وعلى اعضاء قائمتنا الانتخابية للانسحاب من التنافس الانتخابي.[4]

في الوقت الذي منعت الأجهزة الأمنية في قطاع غزّة اعتصام لأهالي مفقودين فلسطينيين في مصر، وفضّت تجمّعًا سلميًا لنصرة القدس بحجّة عدم الحصول على إذن لتنظيم التجمّع. ويروي أحد المشاركين في مظاهرة دعم القدس ما حدث في إفادته لمؤسسة الحق قائلًا:

وفي حوالي الساعة 20:00 من مساء يوم الاثنين الموافق 26|4|2021، بينما كنت أتواجد في محيط منزلي، الواقع بنهاية شارع بغداد بحي الشجاعية، شاهدت مسيرة سلمية تضم العشرات من شبان وأطفال الحي، كانوا يتقدمون نحوي من الغرب للشرق، وهم يرددون شعارات تضامن مع أهالي القدس والمسجد الأقصى. وعندما اقتربت المسيرة مني، حضرت ثلاث سيارات للشرطة، وكانت محملة بأفراد الشرطة بالزي الرسمي ومعهم هراوات سوداء، ثم ترجل أفراد الشرطة من السيارات، وقاموا بالانتشار حول المشاركين في المسيرة السلمية، ثم حاول أفراد الشرطة اعتقال عدد من الأطفال والشبان المشاركين بالمسيرة، وحينها تدخلت لكي أتحدث مع عناصر الشرطة، وقلت لهم بكل أدب بأن هذه مسيرة سلمية عفوية خرجت للتضامن مع المسجد الأقصى وأهالي القدس، ولا يجوز فضها بالقوة واعتقال الشبان والأطفال المشاركين فيها، وعندها هاجمني نحو 7 من أفراد الشرطة، وقاموا بالاعتداء عليَ بالضرب المبرح بالعصي والهراوات وبقبضات الأيدي على مختلف أنحاء جسمي، حيث تركز الضرب بالهراوات على ذراعي الأيمن وظهري، وكنت أتألم من شدة الضرب، وكنت أطلب منهم التوقف عن ضربي دون جدوى، حيث واصل أفراد الشرطة الاعتداء عليَ بالضرب المبرح لنحو 8-10 دقائق متواصلة، ثم حملوني بالقوة ووضعوني داخل سيارة شرطة، واقتادوني إلى مركز شرطة الشجاعية.[5]

تركيز الشهر

شهدت مدينة القدس خلال الشهر الماضي هبّة شعبية ضد إجراءات وسياسات الاحتلال في المدينة المقدّسة. تزامنت الهبّة مع بداية شهر رمضان في تاريخ 13/4/2021 حيث قام جنود الاحتلال بقطع أسلاك ثلاث مآذن؛ باب المغاربة، والأسباط، والغوانمة واعتلائها لحماية احتفالات سلطات الاحتلال في ذكرى مقتل جنوده وعدم التشويش عليها. 

وفي الوقت ذاته، نصبت سلطات الاحتلال بوابات حديدية على درج باب العمود، الذي يُعدّ مركز الحياة الاجتماعية للمقدسيين لا سيّما في رمضان، لمنعهم من التجمهر في هذه المساحة وكجزء من سياسة فرض السيطرة والتضيق على المقدسيين.

أدّت إجراءات سلطات الاحتلال الجديدة إلى إشعال احتجاجات شعبية شبابية ضدّ شرطة الاحتلال ومستوطنيه، واستمرت المناوشات على نطاقٍ ضيّقٍ عدّة أيّامٍ بين الشباب الأعزل وسلطات الاحتلال المدجّجة بالسلاح وذراعها الاستيطاني.

وبعد أيّامٍ قليلة خرجت منظّمة "لاهافا" الاستيطانية[6] بدعواتٍ لقتل العرب وخطابات تحريض ضدهم، وخرجت دعوات للتظاهر باتجاه باب العمود للسيطرة عليه. أدّت هذه الأنشطة والدعوات والسياسات الإسرائيلية الرسمية إلى اتساع رقعة الاحتجاج الفلسطيني واتسعت المناوشات لتشمل أحياء عديدة في المدينة المقدّسة مثل الطور ووادي الجوز والشيخ جرّاح.

استمرت المناوشات والهجمة الإسرائيلية حتّى تاريخ 25 نيسان، حيث نجحوا الشبّان وبإزالة الحواجز الحديدية، وتمكنوا من استعادة ساحة باب العمود.  وأدت الهجمة الإسرائيلية إلى إصابة عشرات الشبّان والشابات سواء بالضرب المباشر أو الإصابة بالرصاص المعدني المغلّف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز التي كانت تطلق صوب الفلسطينيين مباشرةً. 

 

[1] حاجز مؤقّت غير ثابت، يتمثّل عادةً بوقوف مركبات عسكرية إسرائيلية على مداخل البلدات والمدن والقرى بشكلٍ متقطّع وإعاقة حركة السكّان.

[2] توثق كافة أشكال الانتهاكات الإسرائيلية لكن بشكل غير شامل.

[3] توثيق عيني غير شامل.

[4] إفادة رقم 2021/65إ.

[5] إفادة رقم 2021/69إ.

[6] منظّمة صهيونية تأسّست عام 1999 تهدف أساسًا إلى منع "الزواج المختلط" بين اليهود والفلسطينيين و"إنقاذ" اليهوديات واليهود من والانصهار والاختلاط مع الشعب الفلسطيني، وتتبنى خطابًا شديد العنصرية والعنف ضد الفلسطينيين.