القائمة الرئيسية
EN
قوات الاحتلال تكثف هجماتها العسكرية على رفح وتواصل تهديدها بعدوان شامل ما يسدعي تدخلاً عاجلا لحماية السكان
26، مارس 2024

على وقع استمرار التهديد الإسرائيلي بشن هجوم عسكري واسع على رفح، كثّفت قوات الاحتلال من غاراتها الجوية على المدينة المكتظة بمئات آلاف النازحين والنازحات، بما فيها قصف منازل على رؤوس ساكنيها دون إنذار مسبق، وقتلت 60 من السكان منهم 25 طفلا و17 سيدة خلال 72 ساعة.

وتعبر مؤسساتنا عن قلقها أن تكون هذه الغارات المكثفة، جزء من عملية الترهيب بالقتل والتدمير العشوائي ضد المدنيين والمدنيات، لدفعهم على النزوح القسري مجددًا من المدينة، في ظل رفض العالم أي هجوم عسكري واسع عليها كونها تأوي ما لا يقل عن 1.3 مليون نازح/ة ومقيم/ة بعد أن لجأ إليها مئات الآلاف في الأشهر الماضية بعد إعلانها من الاحتلال كمنطقة آمنة.

وتشير مؤسساتنا في هذا الصدد إلى تجديد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تأكيده التوجه نحو شن هجوم بري في رفح، رغم التحذيرات والمطالبات الدولية بتجنب تنفيذ الهجوم الذي قد يسفر عن خسائر بشرية ضخمة.

وقال نتنياهو -في كلمة له يوم الأحد أمام عدد من جنود الشرطة العسكرية بمناسبة الاحتفال بعيد المساخر- "سندخل رفح ونحقق النصر المطلق.. لا يمكن هزيمة الشر من خلال تركه وحده هناك".

ووفق متابعة باحثينا، فإن أبرز الهجمات العسكرية على رفح كانت على النحو الآتي:

مساء الاثنين 25 مارس/آذار، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة أبو نقيرة في حي مصبح، ما أدى إلى استشهاد 19 من سكانه جميعهم من النازحين، بينهم 5 نساء و9 أطفال.

وفي يوم الأحد 24 مارس/آذار، قصفت طائرات الاحتلال 6 منازل على رؤوس ساكنيها، فيما يلي تفاصيلها:

الساعة 23:47 مساء، قصفت طائرات الاحتلال منزل المواطن رسمي برهوم في مخيم يبنا. أسفر القصف عن استشهاد 3 من سكانه بينهم امرأتان، وإصابة آخرين بجروح مختلفة.

الساعة 22:11 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزل المواطن يوسف عيسى في حي الجنينة، ما أدى إلى استشهاد نجله عبد الله، 33 عاماً، وزوجته إيمان محمد مخيمر، 30 عاماً، وطفلتيهما ريم، 7 أعوام، ورفيف، 5 أعوام، وإصابة آخرين بجروح مختلفة.

الساعة 18:40 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزل عبد الرحمن الكردي في حي الجنينة. أسفر القصف عن استشهاد 9 من سكانه بينهم 5 نساء وطفلان من عائلة الكردي وأنسبائهم من عائلة الصوري النازحة من مخيمي الشاطئ والمغازي وإصابة آخرين بجروح مختلفة.

الساعة 11:30 صباحاً، قصفت طائرات الاحتلال منزل علي أبو حميدة (السطري) بجوار مدرسة رابعة العدوية في حارة الشعوت، ما أدى إلى استشهاد 4 من سكانه بينهم امرأة وطفلان، وإصابة آخرين بجروح مختلفة.

الساعة 10:42 صباحا، قصفت طائرات الاحتلال منزل عبد الرحيم بركات في حي السلام، ما أدى إلى استشهاد حفيده أحمد محمد عبد الرحيم بركات 26 عاماً، وإصابة آخرين بجروح مختلفة.

الساعة 01:13 فجرًا، قصفت طائرات الاحتلال منزل تيسير فروانة في حي الجنينة، ما أدى إلى استشهاد 11 من سكانه جميعهم من عائلة واحدة بينهم 3 نساء و5 أطفال، وإصابة آخرين بجروح مختلفة.

وفي حوالي الساعة 01:10 فجر الجمعة 22 مارس/آذار، قصفت طائرات الاحتلال منزل نافذ أبو ثابت في بلدة النصر، ما أدى إلى استشهاد عائلة مكونة من 8 أفراد بينهم امرأة و5 أطفال، وإصابة آخرين بجروح مختلفة.

تؤكد مؤسساتنا، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، مركز الميزان، مؤسسة الحق، أن استمرار الاحتلال في ارتكاب هذه الجرائم المروعة هو نتيجة لسياسة الإفلات من العقاب التي تحظى بها إسرائيل في ظل الحصانة التي توفرها لها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية مع غياب آليات تنفيذية تلزمها بقواعد القانون الدولي الإنساني.

تجدد مؤسساتنا تحذيرها من مخاطر شن هجوم عسكري شامل على رفح، وتحذر بأن الاحتلال ربما يسعى من خلال عمليات الترويع والترهيب الناجمة عن قصف المنازل على رؤوس ساكنيها وقتل أعداد كبيرة من المدنيين والمدنيات، وشن غارات وهمية؛ لدفع السكان على النزوح مجددًا وهو أمر لوحظ في الأسابيع الأخيرة عندما تعالت التهديدات الإسرائيلي بشن هجوم على المدينة.

وبناء عليه، تطالب مؤسساتنا المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والفوري لإجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي على الالتزام بقرارات محكمة العدل الدولية الملزمة بمنع ارتكاب إبادة جماعية تستهدف 2.3 مليون فلسطيني/ة في قطاع غزة، من خلال سياسة القتل الجماعي وإيقاع الأذى الجسدي والنفسي البليغ، والتدمير الشامل للمنازل والبنى التحتية ومقومات الحياة، والعقاب الجماعي المتمثل بالتجويع والتعطيش والحرمان من العلاج ودفعهم إلى النزوح بعيداً عن أماكن سكناهم في ظروف تفتقر لأبسط حقوق الانسان ومن ثم استهدافهم في مكان نزوحهم وقتلهم. 

وندعو الأطراف السامية المتعاقدة على إجبار دولة إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالوفاء بكامل التزاماتها وفق المواد 55، 56 من اتفاقية جنيف الرابعة، ويشمل ذلك وضع آليات مناسبة لإيصال المساعدات الإنسانية بما يضمن حماية المدنيين والمدنبات والحفاظ على كرامتهم، والضغط من أجل توفير المزيد من الممرات الإنسانية لتسهيل عمل المؤسسات الإنسانية الدولية في إيصال الكميات المطلوبة من الأغذية والأدوية للسكان في شمال قطاع غزة.