القائمة الرئيسية
EN
"الحق" تشكك في نتائج الفحص الأمريكي للرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة
06، يوليو 2022

بيان صحفي - للنشر الفوري

تشكك مؤسسة الحق في نتائج الفحص الذي أجرته الولايات المتحدة الأمريكية على الرصاصة التي قتلت الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة أثناء تأدية عملها الصحفي في مخيم جنين بتاريخ 11 مايو/ أيار 2022، وتعتبر التصريح الصادر عن الخارجية الأمريكية تصريحًا سياسيًا وليس مهنيًا، يعزز ثقافة الإفلات من العقاب، وترى أنها محاولة بائسة لإخفاء الحقيقة والتستر على الجناة وتوفير الحماية لهم.

وكانت دولة فلسطين قد قدمت الرصاصة لخبراء أمريكيين لإجراء تقارير الخبرة الفنية عليها بناء على طلب أمريكي بعد أن كانت ترفض تقديمها لدولة الاحتلال الإسرائيلي لإجراء الفحوص للخروج بنتائج حول مصدرها. وخلص الفريق الأمريكي إلى  أنه "بعد إجراء فحص مستقل، لم يستطع خبراء من طرف ثالث..... إلى التوصل إلى نتجة محددة بخصوص مصدر الرصاصة التي قتلت الصحفية الفلسطينية –الأمريكية شيرين أبو عاقلة، حيث أن الرصاصة كانت مشوهة كثيرًا لدرجة يصعب معها الوصول لنتيجة واضحة"[1]

وقد توصل الفريق الأمريكي لهذه النتيجة على الرغم من أن التقرير لم يخل من إشارات غير مباشرة تبين أن الرصاصة أطلقت من قبل جنود إسرائيليين، حيث جاء في تقريرهم أن الفريق توصل إلى أن موقع إطلاق النار الذي تمركز فيه جنود الاحتلال الإسرائيلي قد يكون سببًا في "موت" شيرين أبو عاقلة، وهذه محاولة لتجميل الجريمة النكراء، باستخدام لغة ناعمة.[2] بالإضافة لذلك، فإن ما توصل له الفريق من نتائج يتضمن بعض التضاربات، حيث ذكر الفريق في تقريره أنه " لم يجد سبباً للاعتقاد أن هذا ] أي القتل[ كان متعمدًا، ولكنه جاء نتيجة لظروف مأساوية خلال عملية يقودها جيش الدفاع الإسرائيلي ضد حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بتاريخ 11 مايو/أيار في جنين، والتي جاءت بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية في إسرائيل"،[3] إذ كيف يمكن للفريق عدم تحديد مصدر الرصاصة وفي ذات الوقت  أن يجزم أن القتل لم يكن متعمدًا.

بالإضافة لذلك فإن الفحص تم دون مشاركة دولة فلسطين، أو حتى ممثل خبير عن العائلة، وهذا يزيد الشكوك حول مهنية النتيجة التي تم التوصل لها، والنية من وراء إجراء الفحص أصلًا، علاوة على أن اللغة المستخدمة في التقرير طابعها سياسي وليس قانوني، وأنه صادر عن جهة ترفض التحقيق مع جنودها وضباطها في جرائم مرتكبة في سياقات أخرى، وهذا يضفي المزيد من الشكوك حول النتيجة والنية من ورائه، وخصوصًا أن هذه النتجية جاءت مخالفة للنتائج التي توصلت لها التحقيقات المهنية التي أجريت من قبل جهات متعددة من بينها مؤسسة الحق وبتسيلم والأمم المتحدة ومؤسسات إعلامية دولية مختلفة ومنها أمريكية أيضًا، والتي أكدت، بما لا يدع مجالًا للشك، أن مصدر الرصاصة كان جنود جيش الاحتلال.

في الختام فإن مؤسسة الحق ترى أن نتيجة الفحص جاءت لتؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تقيم وزنًا للقانون الدولي عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، حتى إن كانت الضحية مواطنة أمريكية، وما قضية ريتشل كوري، ومن بعدها قضية شيرين أبو عاقلة إلا مثالين بسيطين على هذا. كما تعتقد "الحق" أن نتيجة الفحص تقدم سببًا آخرًا يجب أن يدفع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، السيد كريم خان، لاتخاذ خطوات عملية لإنجاز التحقيق الرسمي المفتوح منذ أكثر من عام في الحالة في فلسطين، ذلك أن هذه النتيجة تمثل أحد التجليات الكثيرة لعدم رغبة دولة الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، بإجراء تحقيقات فعالة وجدية لمساءلة الجناة عن الجرائم التي يرتكبونها بحق الشعب الفلسطيني. وعليه فإن مؤسسة الحق تجدد دعوتها للمدعي العام لإنجاز التحقيق وخصوصًا أن المحكمة هي الملاذ الأخير للضحايا الفلسطينيين/ات بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وعدم السماح بتغليب الاعتبارات السياسية على حقوق الضحايا، وسيادة القانون.

 


[1] . بيان باللغة الانجليزية صادر عن وزراة الخارجية الأمريكية بتاريخ 4/7/2022، متوفر على الرابط التتالي: https://www.state.gov/on-the-killing-of-shireen-abu-akleh/

[2] المصدر السابق

[3] المصدر السابق