يقدم المعرض لسلسلة من التحقيقات البصرية حول العنف الاستعماري في الأرض الفلسطينية المُحتلة، حيث أقامت وحدة الاستقصاء المعماري التابعة لمؤسسة الحق (FAI) معرضها الأول بعنوان "صوّب نحو الظل فلن يسقط" في جامعة كاليفورنيا سانتا كروز، والذي امتد بين الأسبوع الثالث من فبراير 2024 وبداية مارس 2024.
جاء المعرض كجزء من التعاون بين وحدة الاستقصاء المعماري (FAI) وبرنامج "القضاء على العنصريّة" في معهد الفنون والعلوم (IAS) في جامعة كاليفورنيا سانتا كروز. وذلك للحديث عن التقاطعات بين مسألة مواجهة العنصرية والبُنى القمعيّة التي يسعى إليها البرنامج في IAS ومسألة التحرر التي يحلم بها الفلسطينيون.
>
صورة للعمل التركيبي، باب حديدي مُوصد، جامعة كاليفورنيا سانتا كروز 2024
نص المعرض:
"صوّب نحو الظل فلن يسقط" يتحدث عن البنيّة المعقدّة للتدمير الممنهج للبنية التحتية والنسيج الاجتماعي للمخيمات والمدن والتجمعات العمرانيّة المختلفة، في كل مرّة تقوم قوات الإحتلال الإسرائيلي باقتحام المنازل والمباني العامّة والمستشفيات تقوم بتحويلها بشكل مؤقت إلى ثكنات عسكريّة بدون أي إعتبار لحياة الفلسطيني وربما يحدث هذا الفعل المتكرر أضرارا تتجاوز المادي إلى فهمنا لماهيّة الحياة اليومية وما هو المتوقع والمستغرب في وعينا المُشترك.
صورة للعمل التركيبي، لوحة التحقيق رقم 03، جامعة كاليفورنيا سانتا كروز 2024.
عنوان المعرض هو اقتباس من كلمات أحد الناجين من هجوم إسرائيلي على مدينة ومخيم جنين، لا نستحضر هنا فقط إرث العنف الاستعماري على أرض فلسطين، وإنّما الابتكار والمقاومة التي يتحلى بها أولئك الذين يعيشون مُرّ هذه الإقتحامات التي لا تنتهي لمدنهم ومخيماتهم. كما نبحث باستخدام الأدوات المعماريّة في طبيعة العنف الاستعماري، باعتباره فعلا مدمرًا تحضر تراكماته حضورا ماديا -يصل إلى حد الإبادة الجماعية- وحضورا يرتبط بالذاكرة وتمثلاتها المختلفة.
ومع ذلك، يتم تحويل مشهد المحو الاستعماري ولو جزئيا بشكل نشط من خلال تدفق المواد البصرية والأدلة المفتوحة المصدر والابتكار التكنولوجي، والتي أحدثت ثورة في المصطلحات والمنهجيات التي يستخدمها الفلسطينيون في سعيهم المستمر نحو التحرر وتقرير المصير.
صورة للعمل التركيبي، إعادة تمثيل المشهد؛ استهداف الصحفيّة شيرين أبو عاقلة، جامعة كاليفورنيا سانتا كروز 2024.
"صوّب نحو الظل فلن يسقط" تم تصوره في الأصل مع التركيز على الهجمات الإسرائيلية على مدينة ومخيم جنين. ولكن في أعقاب الهجوم الإبادي الإسرائيلي المتصاعد على الشعب الفلسطيني في غزة، قامت وحدة الاستقصاء المعماري في مؤسسة الحق بتكييف مساحة المعرض لتكون أيضًا موقعًا للتجريب والتوثيق عن بعد لما يحصل في قطاع غزة من إبادة عمرانيّة واستهداف لكل ما هو حيّ، كاشفة عن مشهد كارثي لحقوق الإنسان والصحافة وغيرها من الحقول المعرفيّة.
صورة للعمل التركيبي، خريطة جنين ٢٠٠٢، جامعة كاليفورنيا سانتا كروز 2024.
تكشف الأعمال المعروضة معًا عن خيالات النكبة الفلسطينية المطبوعة في الذاكرة وتمثلاتها في حياة الفلسطيني وواقعه اليوم. ننظر معا هنا للنكبة كحلقة من منهج التشريد الأوسع لنتجاوز قراءتها كحدث تاريخي منفصل بذاته.