القائمة الرئيسية
EN
شهادة السيد محمد محمود أبو الهيجاء حول اعتداء المستوطنين عليه وعائلته
02، يوليو 2018

حوالي الساعة السادسة من مساء يوم الخميس الموافق 21/6/2018م، غادرت مدينة نابلس قاصدًا العودة إلى مسقط رأسي في مدينة جنين، عبر طريق جنين – نابلس الرئيسي، بواسطة مركبتي الخاصة؛ وهي نوع بولو موديل 2014 ذات لون أبيض. وكانت برفقتي زوجتي دارين مصطفى أبو الهيجاء (36 عامًا)، واثنين من أولادي وهما إسلام محمد أبو الهيجاء (4 أعوام ونصف)، وابنتي شهد (10 أعوام)، وصلت إلى جوار بلدة برقة الواقعة قضاء مدينة نابلس. وقبيل وصولي إلى مدخل القرية المذكورة، وبجوار محطة محروقات في الموقع، فوجئت بمشاهدة مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين وعددهم 3 – 4 مستوطنين بالزي المدني، ويحملون أسلحة سوداء اللون وطويلة يبدو أنها من نوع "إم 16"، وتعرفت عليهم من زيهم الخاص بهم حيث إنهم كانوا يضعون قبعات صغيرة الحجم على رؤوسهم تعرف لنا باسم " قلنسوة"، إضافة إلى أن سوالفهم متدلية من جوار الآذان، وجميعهم يطلقون اللحى في الوجه.

لم أستطع التركيز جيدًا في ملامحهم نظرًا لعنصر المفاجأة عندما شاهدتهم، حيث كان المستوطنون المذكورون يقفون بجوار الشارع إلى الجهة اليمنى لي، ورغم ما سبق ذكره، استمريت بالتقدم نحو مفرق ومدخل برقة، وقبيل وصولي إلى هناك بقليل، بحيث تكون المسافة بين الموقع سابق الذكر ومفرق برقة حوالي 500 متر على الأكثر، فوجئت مجددًا بمشاهدة مجموعة أخرى من المستوطنين، عددهم من 3 – 4 مستوطنين ويحملون نفس مواصفات المجموعة سابقة الوصف. وكانت المجموعة الثانية تقف في منتصف الطريق تقريبًا، وجراء مشاهدتي لهم وحرصًا مني على عدم الاقتراب أكثر منهم حفاظًا على حياتي وحياة عائلتي، قمت بالاستدارة في وسط الشارع بهدف العودة إلى مدينة نابلس حيث كانت زوجتي وأطفالي بحالة من الخوف والهلع الشديد نتيجة مشاهدتهم للمستوطنين في الموقع المذكور.

لم تتواجد أي قوة عسكرية إسرائيلية برفقتهم، أصبحت في تلك اللحظات أتواجد بين مجموعتين من المستوطنين، بعد الاستدارة بالمركبة شرعت فعلًا بالعودة نحو مدينة نابلس ولكن يتوجب علي المرور بجوار المجموعه الأولى من المستوطنين الذين ينتشرون بجوار محطة محروقات برقة، خلال ذلك وبشكل مفاجئ تقدم نحو مركبتي أحد المستوطنين وذلك خلال محاولتي الاستدارة مجددًا للعودة إلى جنين. تم كل ذلك في لحظات سريعة وسط الارتباك من قبلي والخوف والهلع لدى زوجتي وأطفالي حيث كانت نوافذ سيارتي مفتوحة وتمكن أحد المستوطنين الذين كانوا يقفون بجوار محطة المحروقات من القاء حجر من مسافة قصيرة جدًا، حوالي متر واحد إلى مترين على الأكثر حسب تقديري للمسافة، قام ذلك المستوطن بإلقاء حجر نحو رأس زوجتي مباشرة مما أدى الى اصطدام الحجر بها من الجهة اليمنى للرأس وهنا بدأت زوجتي تنزف الدماء وتصرخ "طخوني طخوني" وسط الهلع وصراخ اطفالي حيث كان الموقف صعب جدًا.

رغم ما وقع بحقي وحق زوجتي وأطفالي أكملت سيري نحو برقة، وبعد ابتعادي عن مجموعات المستوطنين لمسافة حوالي كيلو مترًا واحدًا على الأكثر، قمت بالتوجه إلى أحد المنازل التابعه لقرية برقة والواقعة على الشارع الرئيسي هناك، وبمساعدة سكان المنزل، قمنا بتقديم الإسعافات الأولية لزوجتي حيث تبين لي أنها أصيبت بحجر في الجهة اليمنى من الرأس والوجه تحديدًا فوق الحاجب الأيمن، وسبب ذلك جروح عميقة لها. وخلال وجودي في المنزل المذكور تم استدعاء سيارة إسعاف تابعه للهلال الأحمر الفلسطيني، حيث تم إرسال سيارة إسعاف من مركز الهلال الأحمر في بلدة جبع القريبة من الموقع ووصلت سيارة الاسعاف مع حوالي الساعة السابعة من مساء اليوم ذاته، وتم نقل زوجتي إلى مستشفى جنين الحكومي في مدينة جنين، وبرفقتها ابني إسلام الذي كان يعاني من حالة من الهلع والخوف الشديدين حيث أنه كان يرتجف من شدة الخوف.

في المستشفى الحكومي تلقت زوجتي العلاج واحتاجت إلى إجراء الصور الطبية للرأس ومن ثم تم إغلاق الحرج بواسطة تسع غرز طبية مما يشير الى حجم إصابتها البالغ، كما تم تقديم العلاج اللازم لابني إسلام ثم ومع حوالي الساعة الثانية عشرة من منتصف ليلة اليوم المذكور عدنا جميعنا إلى المنزل. لا تزال زوجتي تتلقى العلاج وتعاني حتى اللحظة من آلام شديدة في منطقة الرأس كما أن الطفلين المذكورين باتا بحاجة إلى علاج نفسي لإخراجهما من الحالة النفسية والصدمة التي أصيبا بها نتيجة لاعتداء المستوطنين علينا.