القائمة الرئيسية
EN
قوات الاحتلال تصعّد في هجماتها على الأطفال وتسرّع وتيرة الهدم في القدس المحتلة تقرير ميداني حول انتهاكات شهر شباط/فبراير 2019
04، مارس 2019

استشهد أربعة أطفال من مجمل ستة شهداء في تصعيدٍ إسرائيليٍ خطير في هجماتها على الأطفال الفلسطينيين العزّل الشهر المنصرم، في حين صعّدت قوات الاحتلال في تنفيذ عمليات هدم لممتلكات الفلسطينيين بوتيرة مرتفعة جدًا في مدينة القدس المحتلة التي هدم بها 19 منشأة من مجمل 23 منشأة هدمت الشهر الماضي. ووثّقت الحق عشرات الانتهاكات الإسرائيلية الأخرى بحق الفلسطينيين في مختلف أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، ولربما أبرزها الاعتداءات المتواصلة بحق الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، وتواصل اعتداءات المستوطنين على التجمعات الفلسطينية بوتيرة مرتفعة. ولم تسلم الأرض الفلسطينية المحتلة من انتهاكات الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الأرض الفلسطينية التي شهدت حملات احتجاز تعسفي واستدعاءات واعتداءات واسعة على الحقوق والحريات الفردية.

خلال شهر شباط:

  • ستة شهداء من بينهم أربعة أطفال.
  • هدم 23 منشأة وبيت، من بينها بيت يهدم للمرة الثامنة.

1. انتهاكات ارتكبتها قوات الاحتلال.

*الشهداء.

ارتقى خلال شهر شباط/فبراير 6 شهداء، من بينهم أربعة أطفال. أما الشهداء فهم على التوالي:

أحمد غازي عباس أبو جبل (29 عامًا)، من سكان حي الشجاعية في مدينة غزة، والذي كان قد أصيب إصابة خطيرة خلال مسيرات العودة في مخيم العودة الساحلي غرب بلدة بيت لاهيا، في أواخر شهر كانون ثاني، واستشهد جرّاء إصابته في تاريخ 3/2/2019.

عبد الله فيصل عمر أبو طالب (20 عامًا) الذي استشهد في تاريخ 4/2/2019 بالقرب من مدخل بلدته الجلمة بعد أن أطلقت قوات الاحتلال، التي كمنت في بيتٍ بلاستيكيٍ، النار عليه وصديقه أثناء قيادتهما دراجة نارية باتجاه البلدة، ما أدى إلى استشهاد أبو طالب وإصابة صديقه بنيران الاحتلال. تحفظت قوات الاحتلال على جثمان الشهيد لمدة حوالي نصف ساعة قبل أن تسلم جثمانه لذويه.

الطفل حمزة محمد رشدي شتيوي (17 عامًا) الذي استشهد خلال مسيرات العودة شرق مدينة غزة التي يقيم في أحد أحيائها، بعد أن أصابه جنود الاحتلال في عنقه وهو يجلس على بعد 200 متر عن السياج الحدودي الفاصل بين دولة الاحتلال وقطاع غزة المحاصر.

الطفل حسن إياد عبد الفتاح شلبي (14 عامًا)، من سكان مدينة الشيخ حمد قضاء خانيونس، الذي استشهد جراء إصابته خلال مسيرات العودة شرق بلدة خزاعة، في تاريخ 8/2/2019، بعيد إصابته برصاصة في الصدر وهو يقف على بعد 150-200 مترًا عن السياج الحدودي الفاصل.

الطفل حسن نبيل أحمد نوفل (16 عامًا)، من سكان مخيم النصيرات قضاء المحافظة الوسطى، الذي استشهد في تاريخ 12/2/2019 بعد إصابته بقنبلة غاز مباشرة في الرأس خلال مسيرات العودة شرق مخيم البريج قبل ذلك بعدة أيام، وكان يبعد حوالي 100-150 مترًا عن السياج الحدودي الفاصل.

الطفل يوسف سعيد حسين الداية (14 عامًا)، من سكان حي الزيتون في مدينة غزة، الذي استشهد في تاريخ 22/2/2019 خلال مسيرات العودة شرق مدينة غزة بعد إصابته برصاصة في الصدر وكان يبعد حوالي 30 مترًا عن السياج الحدودي الفاصل.

استشهد 4 أطفال من مجمل 6 شهداء، كُلّهم أصيبوا في المناطق العلوية من الجسم خلال تواجدهم في مناطق مسيرات العودة، وحسب تحقيقات الحق فقد كانوا عزّلًا بعيدين عن السياج الحدودي الفاصل مسافة تؤكد بشكل قاطع أنهم لم يشكلوا أي خطر على جنود الاحتلال، فيما يُعدّ تصعيدًا كبيرًا في اعتداء قوات الاحتلال على الأطفال خلال مسيرات العودة على حدود قطاع غزة المحاصر. ففي حين شكّل الشهداء الأطفال في شهر كانون ثاني ما نسبته حوالي ربع مجمل الشهداء، فقد شكلت نسبة الشهداء الأطفال في شهر شباط ثلثي مجمل الشهداء

وفي حين استشهد 5 شهداء جرّاء الإصابة بالرصاص الحي، استشهد الطفل حسن نوفل جرّاء إصابته بقنبلة غاز في الرأس، وهو الشهيد الثالث الذي استشهد جراء استعمال هذا النوع من الأسلحة منذ بداية العام في ظاهرة ملفتة للنظر في نمط استعمال قوات الاحتلال لهذه الأسلحة المخصصة لتفريق الاحتجاجات السلمية.

وارتقى 5 شهداء من مجمل عدد الشهداء الشهر الماضي أثناء مشاركتهم في مسيرات العودة في مخيمات العودة على حدود قطاع غزة المحاصر مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو نفس عدد الشهداء الذين ارتقوا خلال شهر كانون ثاني فيما يبدو استمرارًا لنهج قوات الاحتلال في استهداف الفلسطينيين وقتلهم حتى لو أنهم لم يشكلوا خطرًا على قوات الاحتلال.

*الهدم.

هدمت قوات الاحتلال إجمالي 23 منشأة في شهر شباط/فبراير، تشمل 17 مسكنًا هدمت لمبررات تتعلق بالترخيص، ومزرعتي حيوانات، ومصلحة تجارية واحدة، ومخزن/مستودع، وغرفة زراعية واحدة، وبركس واحد. وتبيّن أن مدينة القدس قد تعرضت لهجمة هدم شرسة خلال نفس الشهر، فقد هدمت 19 منشأة من الإجمالي، أي ما يشكل حوالي ثلاثة أرباع المنشآت المهدومة في الأرض الفلسطينية المحتلة، في مدينة القدس المحتلة وحدها في ارتفاع ملحوظ مقارنةً مع شهر كانون أول/يناير من عام 2019.

980-1

980-2

بلغ عدد المساكن المهدومة 17 مسكنًا من مجمل المنشآت المهدومة، هدم 15 مسكنًا منها في مدينة القدس المحتلة نفذت بلدية الاحتلال عمليات هدم 8 منها، و7 مساكن أخرى هدمت ذاتيًا بعد تسليم العائلات إخطارات هدم تحاشيًا لدفع غرامة وتكلفة الهدم، وهُدم مسكنان في الضفة الغربية نفذت عمليات هدمهما الإدارة المدنية وقوات الاحتلال. وفي استمرار لنهجٍ قائم، نفذت كافة عمليات الهدم في الفترة الصباحية. وتبيّن أن 16 مسكنًا مهدومًا كان قريبًا من مستوطنات، والمسكن الأخير يقع بالقرب من مخطط لإقامة حديقة توراتية. ويُعد مسكنان من المساكن المهدومة بدويين، أحدهما هدم الشهر المنصرم للمرة الثامنة خلال السنوات العشر الماضية.

 أدت عمليات هدم المساكن التي شملت 3 مساكن غير مأهولة و14 مسكنًا مأهولًا بالسكان إلى تهجير 87 شخصًا، ما يشكل ازديادًا في عدد المهجرين من المساكن المهدومة عن شهر كانون ثاني بما نسبته حوالي 60%، يشملون 39 أنثى، و35 طفلًا/ة، و17 طالب/ة مدرسة، و20 لاجئًا/ة.

980-3

 

وبلغ عدد المنشآت الخاصة المهدومة خلال الشهر الماضي 6 منشآت خاصة، 4 منها في مدينة القدس المحتلة وحدها في تصعيدٍ إسرائيليٍ خطيرٍ ضد المدينة المقدسة، أحدها هدم ذاتيًا تفاديًا لدفع تكاليف عملية الهدم والغرامات الباهظة المترتبة على ذلك. تقع 5 منشآت خاصة من المجمل بالقرب من مستوطنات، وتعد 4 من المنشآت الخاصة المهدومة مصدر رزقٍ رئيسيٍّ للعائلات المالكة.

*انتهاكات أخرى.[1]

وثّقت مؤسسة الحق 86 انتهاكًا آخر ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى انتهاكات القتل والهدم، لعل أبرزها الاعتقالات والضرب والتنكيل والإصابات بالرصاص الحي والمصادرات والاعتداء على المزروعات والمداهمات، ارتكب المستوطنون 27 انتهاكًا منها، وبقية الانتهاكات ارتكبها جنود الاحتلال في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وقطاع غزة.

ولعل أبرز حوادث اعتداء نفذها المستوطنون خلال الشهر المنصرم وقعت في قرية رأس كركر التي تقع غرب مدينة رام الله، ففي صباح يوم 21/2/2019، استيقظ أهالي حارة النجايم الواقعة شمال قرية رأس كركر، على اعتداء مستوطنين تمثّل بإعطاب إطارات عشر سيارات تعود لسكان القرية، إضافة إلى خط شعارين عنصريين، ورسم نجمة داود على سيارتين من السيارات المستهدفة. وعلى مدار عدة أيام من أواخر الشهر المنصرم اقتلع وقطع المستوطنون في قرية الشيوخ التي تقع شمال شرق الخليل حوالي 400 شجرة، وأطلقوا ماشيتهم لترعى حوالي 150 شتلة زيتون أخرى.

وبرز من الانتهاكات الإسرائيلية اعتداءات قوات الاحتلال على الصيادين الفلسطينيين في بحر قطاع غزة المحاصر، فقد سجلت مؤسسة الحق 10 انتهاكات ضد الصيادين شملت إصابات ومصادرات معدات الصيد والقوارب وملاحقات للصيادين الذي يصيدون الأسماك في مناطق مسموح بها الصيد حسب تعليمات قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقد رصدت مؤسسة الحق عددًا آخر كبيرًا من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الصيادين الفلسطينيين خلال الشهر الماضي فيما بات سياسة إسرائيلية ثابتة لضرب قطاع الصيد الذي تعتاش منه آلاف الأسر الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر.

2. انتهاكات سلطة.

وثّقت مؤسسة الحق 78 انتهاكًا ارتكبتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في شهر شباط/فبراير 2019، توزعت بواقع 27 احتجاز تعسفي وظروف محاكمة غير عادلة، و9 انتهاكات ضرب وتنكيل، و9 انتهاكات سوء معاملة و/أو تعذيب، و7 انتهاكات تتعلق بأوضاع غير إنسانية أثناء الاحتجاز، و6 استدعاءات لمقابلة جهات أمنية، و5 انتهاكات تفتيش ممتلكات دون إذن قضائي مسبب، و3 انتهاكات تتعلق بفرض قيود ورقابة على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وفض 4 مسيرات بالقوة في قطاع غزة مناصرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، و8 انتهاكات أخرى.[2]

980-4

 

ويتوزع نصيب الأجهزة الأمنية من الانتهاكات الموثقة كالتالي: جهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة 39 انتهاكًا، وجهاز الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة 27 انتهاكًا، وجهاز المخابرات الفلسطينية 20 انتهاكًا، 19 ارتكبتها مخابرات السلطة الفلسطينية وواحد منها ارتكبته مخابرات حماس في قطاع غزة، وجهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية 14 انتهاكًا، وجهات أخرى ارتكبت انتهاكًا واحدًا.[3]

980-5

[1] رصدت مؤسسة الحق أعدادًا أكبر من الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال تتجاوز ما وثقته المؤسسة خلال الشهر المنصرم.

[2] جدير بالذكر أن مؤسسة الحق رصدت عددًا كبيرًا من الانتهاكات التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية تتجاوز عدد ما وثقته المؤسسة خلال الشهر المنصرم.

[3] ثمّة بعض انتهاكات ارتكبها أكثر من جهاز أمني بالشراكة مع بعضها البعض.