القائمة الرئيسية
EN
انتهاكات حقوق الإنسان خلال شهر كانون ثاني/يناير 2019
18، فبراير 2019
pdf
تنزيل الملف
  • بلغ عدد الشهداء 11 شهيدًا/شهيدة، خمسة منهم في مسيرات العودة.
  • بلغ عدد المنشآت المهدومة 22 منشأة منها 10 مساكن.

*الشهداء.[1]

ابتدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 2019 بشهرٍ مليءٍ بسفك دماء الفلسطينيين العزّل، فقد قتلت قوات الاحتلال خلال شهر كانون ثاني/يناير من العام الجاري ما مجموعه 11 شهيدًا/شهيدة، وهم على التوالي:

أمل مصطفى الترامسي (44 عامًا) التي استشهدت حوالي الساعة 3:50 من مساء يوم الجمعة الموافق 11|1|2019 جرّاء إصابتها بطلقٍ ناري في الرأس بينما كانت تتواجد على مسافة نحو 200 متر من السياج الحدودي دون أن تشكل أي خطر أو تهديد على حياة الجنود أثناء مشاركتها في مسيرة العودة السلمية في مخيم العودة الواقع في منطقة ملكة الحدودية، شرق مدينة غزة.

الطفل عبد الرؤوف إسماعيل صالحة (13 عامًا) الذي أصيب بقنبلة غاز مسيّل للدموع في الرأس مباشرةً حوالي الساعة 4:00 من مساء يوم الجمعة الموافق 11/1/2019 بينما كان يشارك في مسيرة العودة السلمية الأسبوعية بمنطقة أبو صفية "مخيم العودة" شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة، حيث كان برفقة عدد من الأطفال والشبان يقفون على مسافة 200 مترًا تقريبًا من السياج الحدودي الفاصل، ما أدى لتهشم جمجمته وتضررر دماغه حتى أعلن عن استشهاده متأثرًا بإصابته وذلك حوالي الساعة 5:00 من صباح يوم الاثنين الموافق 14/1/2019.

أنور محمد قديح (33 عامًا) أصيب بعيار ناري في الرقبة، أطلقها تجاهه جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزون خلف السواتر الرملية داخل السياج الحدودي، شرق بلدة خزاعة، شرق مدينة خان يونس، حوالي الساعة 3:40 مساء يوم الجمعة الموافق 19/10/2018، خلال مشاركته في مسيرة العودة، وكان على مسافة تبعد من 150- 200 متر عن السياج الحدودي الفاصل، وبقيت حالته تسوء رغم تحويله إلى مستشفى المقاصد حتى أعلن عن استشهاده مع حوالي الساعة 2:00 مساء يوم الأحد الموافق 13/1/2019.

محمد فوزي عدوي (36 عامًا) الذي استشهد في 21/1/2019 أثناء مروره بسيارته عبر حاجز حوارة العسكري، وادعت قوات الاحتلال أنه حاول مهاجمة أحد جنودها أثناء تفحصهم بطاقة الهوية خاصته، فأطلقوا عليه النار ليصاب إصابة خطيرة ترك على إثرها ساعة تقريبًا ينزف الدماء في المكان حتى فارق الحياة، في حين منع جنود الاحتلال سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني كانت قادمة من مدينة نابلس من إسعاف الضحية.

محمود عبد النباهين (24 عامًا) الذي استشهد في 22 كانون ثاني 2019، حوالي الساعة 4:50 مساءً، بعيد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قذيفة مدفعية، تجاه موقع رصد تابع للمقاومة الفلسطينية يقع على بعد حوالي 300  متر عن السياج الحدودي الفاصل شرق مخيم البريج، وسط قطاع غزة، جراء إصابته بشظايا في الجزء العلوي وأنحاء متفرقة من الجسم، كما أصيب 4 آخرين، وجميعهم كانوا داخل الموقع المستهدف.

الطفل أيمن أحمد حامد (17 عامًا) الذي قتله جنود الاحتلال في تاريخ 25/1/2019 بالقرب من قرية عين يبرود بينما كان يتنزه مع أصدقائه، وسلم بعد ذلك لعائلته جثة هامدة.

إيهاب عطالله عابد (24 عامًا) الذي أصيب بعيارٍ ناريٍ في الصدر، أطلقه تجاهه جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزون خلف السواتر الرملية داخل السياج الحدودي، شرق بلدة الشوكة، شرق رفح، مع حوالي الساعة 4:45 مساء يوم الجمعة الموافق 25/1/2019، خلال مشاركته في الجمعة 44  لمسيرة العودة شرق رفح، وكان يتواجد على مسافة تبعد حوالي 50 متر عن السياج الحدودي الفاصل.

رياض محمد شماسنة (38) الذي استشهد في تاريخ 26/1/2019 بسبب إطلاق قوات الاحتلال النار عليه أثناء قيادته سيارة في القدس المحتلة.

حمدي طالب نعسان (38 عامًا) الذي استشهد يوم السبت الموافق 26/1/2019، جرّاء إصابته بعيارٍ ناريٍ أطلقه عليه  مستوطنون أثناء قيامه مع  عشرات من الشبان بمحاولة صد هجوم مسلح للمستوطنين على قرية المغيّر، شمال شرق مدينة رام الله، وهو متزوّجٌ وأبٌ لأربعة أطفال.

سمير غازي النباهين (47 عامًا) الذي استشهد يوم الثلاثاء الموافق 29/1/2019 جرّاء إصابته أيضًا بقنبلة غاز مباشرة دخل جزء منها في وجهه أسفل عينه من الجهة اليسرى، أطلقها تجاهه جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزون خلف السواتر الرملية داخل السياج الحدودي، شرق مخيم البريج، مع حوالي الساعة 2:45 مساء يوم الجمعة الموافق 18/1/2019، خلال مشاركته في الجمعة 43  لمسيرة العودة شرق البريج، وكان يقف ويشاهد الأحداث وسط عشرات المتظاهرين على مسافة تبعد حوالي 150 متر عن السياج الحدودي الفاصل، وبقي في حالة غيبوبة حتى أعلن عن استشهاده.

الطفلة سماح زهير مبارك (16 عامًا) التي استشهدت في تاريخ 30/1/2019 عند حاجز الزعيّم، وادعت قوات الاحتلال محاولتها تنفيذ عملية طعن ضد جنود الاحتلال.

وصعّدت قوات الاحتلال من حجم اعتداءاتها على مسيرات العودة الأسبوعية على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة المحاصر ودولة الاحتلال خلال الشهر  على الرغم من مضي عدد من الشهور الهادئة نسبيًا، فقد ارتقى خمسة شهداء/شهيدات من مجمل الشهداء الكلي خلال مشاركتهم في مسيرات العودة السلمية، بما في ذلك الشهيد أنور قديح الذي استشهد في بداية العام جرّاء إصابته بعيارٍ ناريٍ منذ شهر تشرين أول/أكتوبر من عام 2018. وكان شهداء/شهيدات مسيرات العودة الخمسة عند إصابتهم عزّلًا يبتعدون على السياج الحدودي الفاصل حوالي 200 مترًا لكل شخصٍ منهم، باستثناء الشهيد إيهاب عابد الذي كان يبعد عن السياج الحدودي 50 مترًا وكان أعزلًا كذلك الحال، ما لا يدع مجالًا للشك حول أنهم لم يشكلوا خطرًا بتاتًا على قوات الاحتلال المتحصنّة خلف السياجين الفاصلين والمتاريس والأبراج العسكرية على بعدٍ كافٍ يمكن قناصة الاحتلال المتمركزين من التحقق من عدم تشكيلهم أي نوع من أنواع الخطر على هذه القوات.

ولفت انتباه مؤسسة الحق استشهاد عبد الرؤوف صالحة وسمير النباهين بعد إصابتهما بقنابل غاز مباشرة في الرأس والوجه، بالإضافة إلى توثيق مؤسسة الحق إصابة أربعة متظاهرين آخرين خلال شهر كانون ثاني/يناير بقنابل غاز/صوت مباشرة. وتدل هذه الأعداد اللافتة خلال شهر واحد إلى أن هذا النوع من الأسلحة قاتل، على خلاف ما تدعيه سلطات الاحتلال. وبرز هذا التصعيد الإسرائيلي في سياق مواصلة قوات الاحتلال استهداف مخيمات العودة ومسيرات العودة في قطاع غزة المحاصر، والتي لا زالت تستهدفها قوات الاحتلال بشكل غير متناسب، وتستخدم العنف المفرط في فض المتظاهرين العزّل على حدود القطاع.

ويظهر من تحقيقات مؤسسة الحق أن كافة الشهداء/الشهيدات ارتقوا بسبب الإصابة في الأجزاء العلوية من الجسم، في الرأس والرقبة والصدر بالأساس باستثناء الشهيدة الطفلة سماح مبارك التي لا زال جثمانها محتجزًا لدى قوات الاحتلال ولا يمكن التحقق من مكان إصابتها. تثبت هذه المؤشرات أن قوات الاحتلال لا زالت على ذات النهج في إطلاق النار لتقتل، لذلك يطلق جنودها النار على الأجزاء العلوية من الجسم.

واحتجزت قوات الاحتلال جثامين 3 شهداء/شهيدات قبل أن تسلّم جثمان الشهيد رياض شماسنة، ولا زالت تحتجز جثماني  الشهيد محمد عدوي والشهيدة سماح مبارك حتى تاريخ صدور التقرير.

 

*الهدم.[2]

هدمت قوات الاحتلال خلال شهر كانون ثاني/ يناير 2019 ما مجموعه 22 منشأة، تشمل 9 مساكن هدمت إداريًا في مختلف أنحاء الضفة الغربية (بما فيها القدس المحتلة)، ومسكن واحد عقابيًا، وغرفة زراعية واحدة، وجدار اسمنتي واحد، بالإضافة إلى هدم بركسين ومصادرتهما، وثماني مصالح تجارية. ومن الملاحظ أن كافة عمليات الهدم نفذّت تقريبًا في الفترة الصباحية بين الساعة 5:00ص حتى الساعة 11:00ص ما يشكل صدمة مضاعفة لدى القاطنين. ومن مجمل المهدوم، 11 حالات هدم نفذت في مدينة القدس المحتلة ومنشأتان في مناطق الأغوار المستهدفة، أي أن 13 منشأة من مجمل 22 منشأة هدمت في مناطق ذات أولوية مرتفعة لدى سلطات الاحتلال لضمها.

وبخصوص المساكن العشرة المهدومة، نفذت سلطات الاحتلال عمليات هدم أربعة مساكن منها الإدارة المدنية برفقة قوات الاحتلال وحالتي هدم ذاتيًا في القدس المحتلة تفاديًا للغرامات، وثلاث نفذتها بلدية الاحتلال برفقة قوات الشرطة، والعاشرة نفذتها قوات الاحتلال لأنها حالة هدم عقابية. وبعد الفحص، تبيّن أن ستة مساكن من المساكن المهدومة كانت قريبة من مستوطنات أو جدار الضم أو شوارع التفافية ما يفسّر استهدافها لغايات التوسع الاستيطاني. هذا علمًا بأن أربع عائلات من المجمل كانت قد هدمت مساكنهما من قبل، وهدم الآن للمرة الثانية. كما أن ثمانية مساكن من مجمل عشرة مساكن هدمت  كانت مسكونة، ولم تمنح سلطات الاحتلال عائلات غالبية هذه المنازل فرصة إخلاء مساكنهم من المقتنيات.

وأدى هدم المساكن المأهولة إلى تهجير 38 فردًا، يشملون 16 أنثى و22 ذكرًا. ويبلغ عدد اللاجئين/اللاجئات من إجمالي المهجرين 10 أفراد، وعدد الأطفال 15 طفلًا بما في ذلك رضيع واحد، كما يبلغ عدد الحوامل امراة واحدة، وعدد طلاب المدارس 6 طلاب/طالبات.

وفيما يخص الممتلكات الخاصة الاثنتي عشرة المهدومة، فقد نفذت الإدارة المدنية برفقة جنود الاحتلال ست عمليات هدم منها وست أخرى نفّذتها بلدية القدس التابعة لدولة الاحتلال. كما أن 11 من المنشآت الخاصة المهدومة تقع بالقرب من مستوطنات أو شوارع التفافية، ما يدل على النوايا التوسعية الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة. وتشير التحقيقات إلى أن منشأتين من المنشآت الخمس قد هدمت في السابق، وهذه المرة الثانية التي تهدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي. بالإضافة إلى ذلك، منحت سلطات الاحتلال مالكي  منشأة واحدة فقط من المنشآت المهدومة فرصة إخلائها من المحتويات قبل الهدم.

 

*انتهاكات أخرى ارتكبتها قوات الاحتلال.

وثّقت مؤسسة الحق، فضلًا عن عشرات الشهداء وحالات الهدم، حوالي 74 انتهاكًا[3] ارتكبتها قوات الاحتلال خلال شهر كانون ثاني/يناير 2019. تنوعت الانتهاكات بين اعتقالات وإصابات بالرصاص الحي والمغلف بالمطاط وقنابل الغاز والصوت المباشرة، بالإضافة إلى الضرب والتنكيل واقتلاع وقطلع الأشجار، ومصادرة أراضٍ وأجهزة وأموال وشباك وقوارب صيادين، فضلًا عن الاعتداء على مؤسسات تعليمية والتهديد وتجريف الأراضي وإلقاء حجارة على المارة والمنازل.

وبرز خلال شهر كانون ثاني/يناير كذلك الحال تكرار اعتداءات المستوطنين على التجمّعات الفلسطينية، لا سيّما في قرية المغيّر التي ارتقى فيها شهيد وعددٌ من الجرحى، وشنت عليها هجمات عديدة نفذها المستوطنون انطلاقًا من المستوطنات القريبة من البلدة. بالإضافة إلى ذلك، واصلت قوات الاحتلال شن حملات مداهمات واعتقالات واعتداءات بوتيرة مرتفعة في قرى ومخيمات محافظة بيت لحم بشكلٍ لافت خلال الشهر الماضي قياسًا باعتداءات قوات الاحتلال المتواصلة أيضًا على مختلف التجمعات الفلسطينية في الأرض الفلسطينية المحتلة.

*انتهاكات السلطة الفلسطينية وسلطة الأمر الواقع في قطاع غزة.

وثّقت مؤسسة الحق حوالي 102 انتهاكًا[4] ارتكبتها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فقد وثّقت الحق قتل الشرطة الفلسطينية في بلدة الرام الشاب إياد برجس (28 عامًا)، و35 انتهاك احتجاز تعسفي، و8 حالات استدعاء لمقابلة جهات أمنية، و5 حالات ضرب وتنكيل، وحالة عدم تنفيذ قرارات قضائية، و10 حالات تفتيش منازل ومؤسسات ومداهمتها دون الحصول على الأذونات اللازمة، وحالة إساءة استعمال السلطة، و8 حالات تتعلق بظروف احتجاز غير ملائمة، وحالة فض تجمع سلمي بالقوة، و7 حالات فرض رقابة على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وحالة منع تجمع سلمي، و3 حالات تهديد بالاحتجاز والملاحقة بسبب نشاطات سياسية، و7 انتهاكات سوء معاملة و/أو تعذيب، وحالة مصادرة أموال، وأخرى مصادرة مركبة، واثنتين مصادرة أجهزة، وحالة حكم إعدام لم ينفذ بعد صدوره في تاريخ 29/1/2019 بحق شاب اتهم بالقتل العمد في مدينة خانيونس، و9 انتهاكات أخرى.

وتميّز الشهر الأول من عام 2019 بارتفاعٍ لافتٍ مقارنة بالشهور السابقة في حجم تعديات الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة وانتهاكات حقوق الإنسان، لا سيّما ضد الخصوم السياسيين وعلى خلفياتٍ سياسية أو خلفيات تتعلق بحرية الرأي والتعبير، في تصعيدٍ خطيرٍ يعكس فشل جهود المصالحة بين حركتي فتح وحماس.

يتوزع نصيب الأجهزة الأمنية التي ارتكبت هذه الانتهاكات على النحو التالي: جهاز الأمن الوقائي 35 انتهاكًا، وجهاز الامن الداخلي 31 انتهاكًا، وجهاز المخابرات 22، وجهاز الشرطة الفلسطينية 11 انتهاكًا تتوزع بواقع 6 انتهاكات لجهاز الشرطة في قطاع غزة و5 انتهاكات لجهاز الشرطة في الضفة الغربية، واللجنة الأمنية المشتركة انتهاكًا واحدًا.[5]

[1] توثق مؤسسة الحق كافة حالات الاستشهاد.

[2] توثق مؤسسة الحق كافة حالات الهدم.

[3] جدير بالذكر أن مؤسسة الحق رصدت مئات الانتهاكات خلال الشهر الماضي، إلا أنها وثّقت هذا العدد من الانتهاكات كشريحة عينية من مجمل الانتهاكات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة أولًا للحصول على مؤشرات كمية حول الانتهاكات الإسرائيلية، وثانيًا للحصول على بيانات كيفية حول هذه الانتهاكات للتمكن من تحليلها.

[4]  هذا ما وثّقته مؤسسة الحق، وليس بالضرورة أن يشمل كافة الانتهاكات التي ترتكبها أجهزة الأمن الفلسطينية.

[5] يعود تجاوز عدد المنتهكين عدد الانتهاكات إلى اشتراك أكثر من جهة في أحيانٍ عديدة في حادثة الانتهاك نفسه.