القائمة الرئيسية
EN
شهادة السيد الكفيف منذر طلال مزهر حول اعتداء قوات الاحتلال عليه وضربه بشكل مبرح في بيته رغم خطورة حالته الصحية
21، فبراير 2019

استيقظت حوالي الساعة 4:45 من صباح يوم الأربعاء الموافق 20-2-2019 من النوم على صوت حركة غريبة في داخل منزلي الكائن في بلدة الدوحة إلى الجنوب من مدينة بيت لحم. وفور سماعي لصوت هذه الحركة الغريبة، طلبت من زوجتي إيمان عبدالله الحاج مزهر (45 عامًا) أن تستيقظ من النوم لفحص طبيعة هذه الحركة، فانا لا أستطيع الحركة إلا بمساعدة زوجتي أو أحد ابنائي لأنني كفيف بشكل تام منذ حوالي أكثر من 15 سنة نتيجة مرض السكري منذ الصغر، وقد علمت بالوقت الذي سمعت فيه صوت الحركة الغريبة لاحقًا. بعد أن استيقظت زوجتي إيمان من النوم، صرخت بصوتٍ مرتفعٍ دون علمي بالسبب، وفجأة وأثناء صراخ زوجتي، بدأ أحد الأشخاص بضربي لكمًا على وجهي وبشكل عنيف ومتكرر، وكنت أصرخ وأنادي على ابني الأكبر طلال (18 عامًا) اعتقادًا مني أن الشخص الذي يقوم بضربي هو حرامي جاء لكي يقوم بسرقة منزلي.

حاولت أثناء ضربي الابتعاد عن هذا الشخص، ولكنني لم أستطع، أيضًا لأن أصابع قدماي اليمنى واليسرى مبتورة بسبب مرض السكري، وكان هذا الشخص يضربني على الأنف ولأذن اليسرى وعيني اليسرى وعلى كلتا يدي بشكلٍ عنيف ومتكرر، وبعد أن انتهى هذ الشخص من ضربي حضر شخص أخر وقال لي أنهم من "جيش الدفاع الإسرائيلي"، فعلمت في حينها أنهم أفراد قوة عسكرية إسرائيلية، وكنت في حينها أشعر بألمٍ شديدٍ في جميع أنحاء جسمي. وبعد أن قال لي أنهم من جنود الاحتلال الإسرائيلي، قام نفس الجندي بتكرار ضربي على الجزء العلوي من جسمي بشكل عنيف ومن ثم غادر الجنديان غرفة النوم فقامت زوجتي إيمان بمساعدتي لكي نذهب إلى صالون المنزل، فقمت بالتوجه برفقة زوجتي إلى صالون المنزل، وجلست على كرسي وعلمت في حينها من ابني طلال أن مجموعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحموا الطابق الثاني من منزلي الذي قمت بتأجيره لعائلة المواطن نزار إسماعيل حلاوة واعتقلوا نجله فادي (نحو 21 عامًا)، وتم اقتحام الطابق الأول من المنزل بعد تفجير الباب الرئيسي. وقال لي ابني طلال أيضًاً أنه حين سمع صراخي حاول الذهاب إلى غرفة النوم، ولكن منعه أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي وطلب منه الجلوس على الأرض وعدم الحركة.

وفي تلك الأثناء قالت زوجتي لأحد جنود الاحتلال الإسرائيلي باللغة العربية أنني مريض وأنه لا يصح ضربي لأنني أعاني منذ الصغر من مرض السكري والضغط، وعلى إثر ذلك أصبحت كفيفًا، وبترت أصابع قدمي اليسرى واليمنى، وأعاني من فشل كلوي وأغسل الكلى 3 مرات أسبوعيًا منذ حوالي 11 عام، وأجري عملية قسطرة كل 3 شهور في إحدى مستشفيات الأردن.

بعد اعتقال الشاب فادي من الطابق الثاني من المنزل انسحب جنود الاحتلال الإسرائيلي من منزلي عند حوالي الساعة 5:00 صباحًا بعد الاعتداء علي بالضرب وتفقد غرف نوم المنزل، علمت لاحقًا من زوجتي إيمان أن جنود الاحتلال كانوا بلباسٍ عسكريٍ كامل ومسلحين ومقنعين بقناع لونه أسود، وبعد انسحاب هذه المجموعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي غسلت وجهي من الدم بواسطة الماء وتم السيطرة على الدم الذي كان ينزف من منطقة الأنف وكنت أعاني من ألم شديد في الجزء العلوي من جسمي فقمت بالتوجه برفقة زوجتي وابني طلال إلى مستشفى بيت جالا الحكومي بمدينة بيت جالا قضاء مدينة بيت لحم، وفور وصولي المستشفى أدخلت إلى الطوارئ وقدم لي الممرض المسكنات وتم تصويري صورة أشعة تبين فيها أنني أعاني من رضوض شديدة في الوجه والأذن اليسرى وكتفي الأيسر ويداي ومكثت بمستشفى بيت جالا الحكومي حتى حوالي الساعة 9:00 صباحًا بعد أن تم إجراء غسيل للكلى لي استمر مدة 3 ساعات .